اصبحت الحالة الصحية للمرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي محور حديث الكثير من المراقبين للشأن الايراني في الآونة الاخيرة
خامنئي الذي أعلن بشكل مفاجئ اوائل سبتمبر ايلول انه سيخضع للجراحة وطلب من الناس الدعاء له بالشفاء. الامر الذي يثير الكثير من التكهنات عن الحالة الصحية للزعيم الايراني
وهنا تشير العديد من المصادر الى ان الاهتمام الاعلامي بهذا الشكل بصحة خامنئي يثير العديد من التساؤلات عن سبب هذا الاهتمام بالوضع الصحي غير مسبوق .
وهنا يرى المختصون والمراقبون الى انه سيكون على رجال الدين وعلى الحرس الثوري الاتفاق على من سيخلف خامنئي سريعا اذا كانت البلاد تريد ان تتفادى فترة من عدم الاستقرار السياسي.
ومنذ الثورة الاسلامية عام 1979 و حتى الان شهدت ايران اثنين فقط شغلا منصب الزعيم الاعلى للجمهورية الايرانية وهم آية الله روح الله الخميني ثم خلفه خامنئي عام 1989
وينتخب من يشغل هذا المنصب مجلس الخبراء الذي يضم في الاغلب رجال دين من الحرس القديم. لكن يرى الخبراء ان الحرس الثوري وهو أعلى قوة في الجيش ويشارك بقوة في ادارة عجلة الاقتصاد سيكون له دور في هذا الاختيار.
مؤخرا حدثت بعض المواجهات بين الحرس الثوري الايراني الذي تصدى بقوة لمحاولات حكومة روحاني للحد من نفوذه على الاقتصاد والسياسة الخارجية الى جانب البرنامج النووي الايراني المثير للجدل الذي تتفاوض طهران بشأنه مع القوى العالمية الكبرى.
وهنا يتوقع بعض الخبراء ان تتجدد المواجهات بين الحرس الثوري ورجال الدين حول مسألة اختيار من سيكون القائد الاعلى القادم للجيش وهو ما دفع ببعضهم الى القول ان الامر لن يكون بتلك البساطة وان الاوضاع مهيئة لخلق صراع بين الطرفين .
وهنا يذكر تقرير لوكالة رويترز الاخبارية الى ان عملية اختيار الزعيم الاعلى الجديد زادت تعقيدا في اوائل يونيو حزيران حين قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان رئيس مجلس الخبراء آية الله محمد رضا مهدوي كني (83 عاما) دخل في غيبوية وهو مريض بالقلب.
وقاد هذا الى تكهنات بأن صراعا على السلطة ومفاوضات عالية المستوى لاختيار الزعيم الاعلى الجديد بدأت بالفعل داخل مجلس الخبراء.
وتشير الوكالة الى ان اجتماعا للمجلس عقد في سبتمبر ايلول دعا فيه خامنئي نفسه الى الوحدة. وقال طبقا لما ورد في نص نشر على موقعه الشخصي “هناك اختلاف في التوجه بشأن القضايا السياسية كبيرها وصغيرها. لكن هذه الخلافات لا يمكنها ان تقضي على وحدة البلاد والقدرة على تفهم المشاعر داخل البلاد. يجب ان يبقى الكل معا.”
ويتابع التقرير بالقول ان من المرشحين المحتملين لخلافة خامنئي الرئيس السابق للسلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي نائب رئيس مجلس الخبراء. ويقول خبراء ان شهرودي هو مرشح يؤيده خامنئي وقبل كل شيء يعتقد انه يحظى بتأييد الحرس الثوري.
وهناك مرشح آخر هو علي أكبر هاشمي رفسنجاني وهو رئيس سابق لإيران يلعب دورا بارزا في السياسة الايرانية منذ عام 1979. لكنه بلغ الثمانين من عمره ويعتقد انه مسن بالنسبة للمنصب بالإضافة الى وجود عدد لا يؤيده بين المتشددين السياسيين.
ويستطرد التقرير ، اما المرشح المحتمل الثالث فهو آية الله صادق لاريجاني الرئيس الحالي للسلطة القضائية الذي رشح للمنصب مرتين على يد خامنئي. وهو يأتي من أسرة ذات نفوذ سياسي فله شقيق يرأس البرلمان والثاني شغل العديد من المناصب الحكومية الرفيعة. لكنه لا يعتبر من رجال الدين الكبار ومن غير المرجح ان يحصل على تأييد كبير من الحرس القديم.
وسيتمتع من سيخلف خامنئي على الارجح بنفس القدر من السلطة في هذا المنصب. وقال خلجي من مركز آيديا “رجال الدين يبحثون عمن سيحمي مصالح رجال الدين. والحرس الثوري يبحث عمن يحمي مصالح الحرس الثوري. ما من طرف منهما يريد ان يأتي شخص ويسيطر عليه.”
وتسببت الانتخابات الرئاسية التي اختلف على نتائجها عام 2009 في اندلاع احتجاجات في الشوارع أعقبها موجة من الاعتقالات شملت اثنين من مرشحي الرئاسة حددت اقامتهما في المنزل.
وتختتم الوكالة تقريرها بالقول لو وضع ذلك في الاعتبار فيمكن ان تؤدي عملية معقدة لاختيار زعيم أعلى للبلاد وعملية انتقال السلطة التي ستلي ذلك الى تفجر اضطرابات. وقال عباس ميلاني مدير برنامج الدراسات الايرانية في جامعة ستانفورد “اذا تغير فجأة هذا التوازن غير المريح ستحدث انتفاضات غير مخططة أو عواقب غير مقصودة.”
مركز الروابط للبحوث و الدراسات و الاستراتيجية