تصاعدت الحرب الكلامية بين طهران وواشنطن حيث رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي توعد طهران بـ “عواقب غير مسبوقة” إذا كررت إيران تهديداتها للولايات المتحدة.
وقال ظريف -في تغريدة كتبها بحروف عريضة على تويتر مساء الأحد “لم نتأثر.. سمع العالم قبل عدة شهور تهديدا ربما كان أقوى. ودأب الإيرانيون على سماع تهديدات لكن أكثر تحضرا، على مدى 40 عاما”.
وأضاف “نحن موجودون منذ آلاف السنين وشهدنا سقوط إمبراطوريات بما فيها إمبراطوريتنا التي امتدت على مدى أطول من عمر بعض الدول”.
وأنهى ظريف تغريدته بعبارة “احترسوا!” وهي نفس العبارة الذي استخدمها ترامب في تغريدته السابقة.
اتخاذ الحيطة
كما أكد أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام القائد السابق للحرس الثوري بإيران محسن رضائي -قبل ساعات من تغريدة ظريف- أن ما يقارب خمسين ألفا من العسكريين الأميركيين بالمنطقة بمثابة أهداف يقعون داخل مرمى نيران القوات المسلحة الإيرانية.
وأضاف رضائي -في تغريدة له- أن الرئيس الأميركي ليس في موقع يسمح له بتهديد إيران ورئيسها، محذرا إياه باتخاذ أقصى حدود الحيطة.
وكان الرئيس ترامب حذر نظيره الإيراني حسن روحاني من “عواقب غير مسبوقة” مؤكدا أن الولايات المتحدة لم تعد البلد الذي سيتسامح مع كلمات روحاني الخالية من لغة العقل فيما يخص العنف والقتل، وفق تعبيره.
من جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني مَن وصفهم بـ “الأعداء” من أن الحرب مع بلاده ستكون “أمَّ الحروب”.
وقال روحاني إنه لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها القضاء على نفوذ إيران بالمنطقة، غير أن طهران لديها أوراق وصفها بأنها “أقوى وأعقد من إغلاق مضيق هرمز”.
كما حذّر نظيره الأميركي من أن “عليه ألا يعبث بذيل الأسد فيُغضبه ويندم على ذلك ندما تاريخيا”. وأضاف أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها القضاء على نفوذ إيران في المنطقة.
تصريحات “حمقاء”
من ناحية أخرى -وفي سياق الحرب الكلامية دائما- استنكرت الخارجية الإيرانية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي وصف حكومة طهران بالمافيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي “من الواضح أن تصريحات بومبيو المنافقة والحمقاء ذات أهداف دعائية”. وأضاف أن الشعب الإيراني بفضل وحدته سيجهض جميع المؤامرات التي تحيكها خلف الستار، وفق تعبيره.
واعتبر قاسمي تصريحات بومبيو تدخلا في الشؤون الداخلية الإيرانية، وخطوة ضمن المساعي الأميركية لزعزعة استقرار المنطقة.
وكان وزير الخارجية الأميركي قال إنهم يدعمون المظاهرات ضد النظام بطهران، واتهم المسؤولين الإيرانيين بالمشاركة في الفساد بالبلاد، مضيفا أن إيران لا تديرها حكومة وإنما ما يشبه المافيا.
وكانت رويترز نقلت عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن إدارة ترامب أطلقت حملة من الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت بهدف إثارة الاضطرابات، والضغط على طهران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها جماعات مسلحة.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن حملة إدارة الرئيس ترامب تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيهاغرد النص عبر تويتر أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى، بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.
وتواجه إيران ضغوطا أميركية متزايدة وعقوبات وشيكة بعد قرار ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
المصدر : وكالات