رفعت قوات النظام السوري الخميس العلم في مدينة القنيطرة (جنوبي سوريا وفوق معبر القنيطرة) قبالة القسم الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، وتوشك دمشق على السيطرة على كامل الخط الحدودي مع الجولان في محافظتي القنيطرة ودرعا.
وذكرت رويترز أن مصورها شاهد رجالا يرتدون زيا موحدا وهم يرفعون العلم في مدينة القنيطرة، في حين لم تُشاهد أي أسلحة، ونقل مصور رويترز ذلك من نقطة مراقبة في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان تطل على القنيطرة.
ودخلت قوات النظام مدينة القنيطرة إثر خروج مقاتلين من المعارضة السورية المسلحة رفضوا اتفاق تسوية أعقب عملية عسكرية في القنيطرة.
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن قوات النظام رفعت أمس العلم فوق معبر القنيطرة، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه عقب رفع العلم السوري انتشرت شرطة مدنية سورية في المدينة والمعبر.
وكانت فصائل من المعارضة السورية وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) تسيطر على القنيطرة والمعبر منذ أربع سنوات.
ويتوغل الجيش السوري النظامي والقوات المتحالفة معه بدعم جوي روسي في محافظة القنيطرة بعد هجوم الشهر الماضي أدى إلى طرد مقاتلي المعارضة السورية المسلحة الذين كانت تدعمهم الولايات المتحدة والأردن ودول خليجية من محافظة درعا المجاورة.
وبدأت القوات الموالية لدمشق الأسبوع الماضي التقدم صوب منطقة حدودية قريبة من المنطقة منزوعة السلاح التي تحاذي الجزء المحتل من الجولان بعد استسلام مقاتلي المعارضة في مناطق واسعة من محافظة القنيطرة.
درعا والقنيطرة
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن النظام استعاد السيطرة على عدد من القرى والبلدات بريفي درعا والقنيطرة بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم الدولة الإسلامية فيها، كما وسع نطاق سيطرته في منطقة حوض اليرموك بريف درعا.
وقال مراسل الجزيرة إن قوات النظام تستمر في حملتها العسكرية جنوبي البلاد، آخرها الهجوم الواسع على قرى وبلدات ريفي درعا والقنيطرة، والسيطرة على نحو 14 قرية وبلدة، بعد معارك مع مقاتلي جيش خالد بن الوليد المقرب من تنظيم الدولة.
كما وسع النظام نطاق سيطرته في محيط بلدة جلين في منطقة حوض اليرموك، وقال إن عملياته أسفرت عن القضاء على أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم، كما أعلن سيطرته على قرية الحميدية في ريف القنيطرة، وانتشرت قواته في دوار العلم وداخل مدينة القنيطرة.
وتوشك قوات النظام السوري أن تسيطر على كامل الخط الحدودي مع هضبة الجولان، بعدما استعادت الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة إثر عملية عسكرية ثم اتفاق تسوية أبرمته روسيا مع فصائل المعارضة فيها.
ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه لم تبق سوى منطقة صغيرة جنوبي محافظة درعا، ومن المنتظر أن تنضم قريبا إلى اتفاق التسوية لتستكمل قوات النظام بذلك السيطرة على كامل المحافظة وكامل الخط الفاصل مع الجولان.
من جانبه، قال جيش خالد بن الوليد، الذي يسيطر على مساحات واسعة في حوض اليرموك، إنه شن هجوما انتحاريا على مواقع قوات النظام في بلدة عين ذكر، مما أسفر عن تدمير دبابتين وسقوط قتلى وجرحى في صفوف النظام.
مئات النازحين
وعلى وقع المعارك الدائرة، فرت مئات العائلات من منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي، حيث شهدت قرى وبلدات الشجرة وجملة وعين ذكر ونافعة وجلين ومعريا وتسيل وعابدين نزوحا جماعيا للمدنيين، إلى الوديان والسهول القريبة من الحدود مع كل من الجولان السوري والأردن، في ظل غياب واضح للمنظمات المحلية والدولية وتعتيم إعلامي على حقيقة ما يجري هناك.
المصدر : وكالات,الجزيرة