تصف صحيفة نيويورك تايمز الخلاف السعودي الكندي بالبشع، وتقول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يكون بقطع علاقات بلاده مع كندا قد قوّض الإصلاحات التي يقوم بها في بلاده، وإن هذا الخطوة يقوم بها عادة الطغاة المتخلفون لإسكات منتقديهم.
وتضيف الصحيفة في افتتاحيتها أنه من عادة الدول أن ترفض الانتقادات الخارجية، غير أن هذا الرد (الانتقامي) السعودي يعتبر عدوانيا بشكل لا داعي له، ويهدف بوضوح إلى ترويع النقاد وإسكاتهم.
بل إن من شأن هذه الخطوة في الماضي أن تثير على الفور معارضة قوية وموحدة من الغرب.
فكل ما فعلته كندا يتمثل في أن سفارتها في الرياض نشرت تغريدة على تويتر أعربت فيها عن قلق بلادها البالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي، وشقيقها رائف بدوي، وحثت على الإفراج فورا عن جميع النشطاء السلميين في مجال حقوق الإنسان.
مواطنة كندية
وتضيف الصحيفة أن السعوديين يدعون أن هذا التصريح الكندي يعتبر تدخلا واضحا وصريحا في الشؤون السعودية الداخلية، لكن هذه الحجة خادعة.
فزوجة السيد بدوي إنصاف حيدر وأطفالهما الثلاثة لديهم حق اللجوء السياسي في كندا، وهي أصبحت مواطنة كندية منذ الشهر الماضي.
ثم إن البلدان التي تهتم بحقوق الإنسان -بما فيه حقوقه السياسية- لها تاريخ طويل في التعبير عن رأيها، سواء كان ذلك فرديا أو جماعيا، وذلك دفاعا عن تلك المبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتضيف أن السعودية تعتبر إحدى الدول الموقعة على الميثاق، وأنها عضو في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي تتمثل مهمته في “تعزيز وحماية حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم”.
تدخل السعودية
وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شجع على الاستثمار الأجنبي، ومنح المرأة الحق في قيادة السيارات، وافتتح دور السينما التجارية لأول مرة، وعمل على “تليين” المدرسة الإسلامية المتطرفة في بلاده.
بيد أن السعوديين في عهد ابن سلمان لم يترددوا في التحدث أو التدخل المباشر في شؤون الدول الأخرى، بما في ذلك اليمن وقطر والبحرين.
كما سعى المسؤولون السعوديون للضغط على صفقة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما النووية مع إيران، وتحدثوا ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس.
وتضيف أن الرئيس ترامب ربما يكون شجع ولي العهد السعودي على السلوك الاستبدادي.
المصدر : نيويورك تايمز,الجزيرة