طهران – أعلن المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، الاثنين، أنه لن يكون هناك حرب ولا تفاوض مع الولايات المتحدة.
وكتب خامنئي على موقعه الرسمي على تويتر بالإنكليزية “يتحدث مسؤولون أميركيون بشكل سافر مؤخرا عنا. إلى العقوبات، يتحدثون عن حرب ومفاوضات” مضيفا “دعوني أقول بضع كلمات للشعب بهذا الصدد: لن يكون هناك حرب ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة”.
ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله “أحظر عقد أي محادثات مع أمريكا… أمريكا لن تفي أبدا بتعهداتها في المحادثات… إنها لا تقدم سوى كلمات جوفاء..”.
واتهم خامنئي الحكومة بسوء الإدارة الاقتصادية، قائلا “إنها تحتاج لتحسين أدائها من أجل مساعدة البلاد على الصمود بشكل أفضل أمام العقوبات الأميركية الجديدة”.
وقال خامنئي في خطاب ألقاه في طهران إن “خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب هذه المشكلة ليس خارجيا بل هو داخلي. لا يعني ذلك أن لا تأثير للعقوبات، لكن العامل الرئيسي يكمن في كيفية تعاطينا معها”، وفق تصريحات نشرت على صفحته الرسمية في موقع “تويتر”.
وأشار بالتحديد إلى انهيار الريال الإيراني الذي فقد نحو نصف قيمته منذ ابريل.
وأضاف “إذا تحسن أداؤنا وأصبح أكثر حكمة وفعالية وفي وقته المناسب، لن يكون للعقوبات هذا القدر من التأثير، لأمكن مقاومتها”.
وأعادت واشنطن فرض عقوبات صارمة على إيران، الثلاثاء الماضي، وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمعاقبة شركات الدول الأخرى المستمرة في العمل بإيران. ونددت طهران بالعقوبات واصفة إياها بأنها تعكس “النزعة الأحادية الأميركية”.
وشهدت البلاد تظاهرات وإضرابات واسعة خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجا على ارتفاع الأسعار والبطالة وطريقة إدارة الاقتصاد.
ويشير محللون إلى أن مواقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال إيران بما في ذلك انسحابه من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 وإعادة فرض العقوبات ساهمت في تدهور سعر صرف الريال.
لكن كثيرين يؤكدون أن واشنطن لم تفعل غير مفاقمة المشكلات القائمة أصلا في إيران في وقت ازداد الضغط من داخل النظام على الرئيس حسن روحاني لتحسين إدارته للاقتصاد ومعالجة الفساد.
ووفقا لوكالة “فارس” فقد حث المرشد الإيراني كل من البرلمان والقضاء بالقيام بواجباتهم لمكافحة الفساد الذي من نتائجه انهيار العملة، حسب تعبيره.
وأقر خامنئي بأن “فئات الشعب المختلفة تعاني من المشاكل المعيشة اليوم”، مضيفا “هناك فئات من الشعب هي في الواقع تحت ضغط ارتفاع أسعار الغذاء والسكن ومختلف الضغوط”.
وأشار المرشد الإيراني إلى الرسالة الأخيرة التي وجهها إلى رئيس السلطة القضائية، وقال بأنها “خطوة إيجابية مهمة لمحاربة الفساد والفاسدين اقتصاديا”، مضيفا: “يجب معاقبة الفاسدين”.
وكان المرشد الإيراني، قد دعا السبت، إلى “إجراءات قانونية سريعة وعادلة لمواجهة الحرب الاقتصادية التي يشنها الأعداء على البلاد” خلال رسالة لرئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، وبحسب التلفزيون الإيراني فقد وافق خامنئي على اقتراح لاريجاني بأن “يتم إنزال العقاب السريع والعادل ضد المدانين بارتكاب ممارسات اقتصادية فاسدة”.
وفقد الريال الإيراني نحو نصف قيمته منذ أبريل، تحسبا للعقوبات الأميركية الجديدة، متأثرا في الأساس بالطلب القوي على الدولار من الإيرانيين العاديين الذين يسعون لحماية مدخراتهم.
ويواجه الاقتصاد الإيراني الاضطرابات والتوترات منذ أشهر وقد تضاعفت بعد إعلان قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات على طهران.
وبينما تهتف الجماهير ضد الغلاء والفساد واحتكار الطغمة الحاكمة للثروة والسلطة وإنفاق أموال الدولة على التدخلات العسكرية الخارجية، يربط المرشد الإيراني ومقربيه المشاكل الاقتصادية للبلاد بضعف أداء الحكومة وتلاعب التجار والسماسرة في السوق، وليس الفساد والعقوبات، هروبا من استحقاقات الجماهير المنتفضة، بحسب مراقبين.
يأتي هذا بينما أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني ايجئي، الأحد، عن اعتقال 67 تاجرا بتهمة الإخلال بالسوق ومنع 100 مسؤول حكومي من السفر في إطار حملة لمكافحة الفساد بعد ما أصدر المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي لمحاسبة من وصفهم بالمتورطين بالحرب الاقتصادية ضد البلاد.
العرب