دفعت السلطات الأفغانية بتعزيزات من القوات الخاصة إلى مدينة غَزْني التي تشهد منذ أربعة أيام معارك عنيفة بين مسلحي طالبان والجيش الأفغاني المدعوم من قوات خاصة أميركية جواً وبرّاً. وقد أوقعت هذه المعارك عشرات القتلى في صفوف الجانبين.
ووجه هجوم طالبان على غزني -وهي مركز إستراتيجي على الطريق الرئيسي بين العاصمة كابل وجنوب البلاد- ضربة قوية للرئيس أشرف غني، وقوض الآمال باحتمال بدء محادثات سلام مع الحركة المسلحة المعارضة.
وقال دبلوماسيون في كابل إن الحكومة أقرت بأن الهجوم أخذها على حين غرة. وذكر مسؤولون أفغان أن قوات خاصة أميركية منتشرة على الأرض للمساعدة في تنسيق الضربات الجوية والعمليات البرية، لكن لم يصدر تأكيد من مقر الجيش الأميركي في كابل.
وتحدث عدد من السكان الفارين من المدينة عن دمار واسع النطاق، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية الاثنين مقتل 120 من قوات الأمن والمدنيين في اشتباكات غزني، وقال وزير الدفاع طارق شاه بهرامي إن عدد القتلى مرشح للزيادة.
من جهته، أوضح وزير الداخلية ويس أحمد بارماك أن من بين ضحايا قوات الأمن والجيش سبعين شرطيا. كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل 194 مسلحا من طالبان، منهم 12 من المستويات القيادية، بحسب تقارير إعلامية.
وكان رئيس أركان الجيش الجنرال شريف يافتيلي أعلن الأحد أنه سيتم تطهير غزني من مسلحي طالبان، وإعادة فتح الطريق الفاصل بين المدينة والعاصمة كابل خلال بضعة أيام.
واقتحم مسلحو طالبان مدينة غزني الجمعة الماضية من عدة جهات، ودمروا أبراج الاتصالات وقطعوا خطوط الهواتف الأرضية والمحمولة.
وأوضح الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان أن اقتحام غزني “يندرج في إطار هجوم الربيع” الذي بدأ مطلع مايو/أيار الماضي. وأضاف أن “مئات المجاهدين المزودين بأسلحة ثقيلة استولوا على نقاط التفتيش ومراكز الشرطة في المدينة، حيث قتل عشرات الجنود وأفراد الشرطة الأفغانية”.
وتحيط بغزني نحو ألف قرية غالبيتها تحت سيطرة طالبان، كما أن قرب المدينة من الحدود الباكستانية يسهل تحركات مقاتلي الحركة.
وغزني ثاني مركز ولاية تقتحمه طالبان خلال أقل من ثلاثة أشهر بعد مدينة “فراه” مركز ولاية “فراه”، التي استعادها الجيش في وقت قصير يوم 15 مايو/أيار الماضي.
المصدر : الجزيرة + وكالات