موسكو تسرّع في تسليم منظومة إس-400 لتركيا

موسكو تسرّع في تسليم منظومة إس-400 لتركيا

 أعلنت شركة روسوبورون إكسبورت الروسية الحكومية المصدرة للسلاح أن موسكو ستبدأ في تسليم صواريخ إس-400 الدفاعية المتقدمة لتركيا في عام 2019.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية إنترفاكس عن الشركة قولها أيضا إنها ستتحول إلى استخدام العملات المحلية في الاتفاقات المبرمة مع الشركاء التجاريين الأجانب بدلا من استخدام الدولار.

وكانت الولايات المتحدة أبدت قلقها من أن اعتزام تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، نشر صواريخ إس-400 الروسية الصنع قد يشكل خطرا على عدد من الأسلحة الأميركية الصنع المستخدمة في تركيا بما فيها طائرات إف-35.

ووقعت تركيا وروسيا اتفاق توريد نظام الدفاع الجوي “إس-400” منذ ديسمبر 2017.

وقال نائب رئيس أمانة الصناعات العسكرية التركية، إسماعيل ديمير، آنذاك عقب اجتماع مجلس التعاون الروسي التركي العالي المستوى: “ناقشنا خلال اجتماع مجلس التعاون العالي المستوى، إمكانيات التعاون في مجال الصناعات العسكرية، وتقدم تاريخ بدء توريد منظومات الدفاع الجوي “إس-400″ في إطار الاتفاقية الموقعة مع روسيا، إلى موعد أقرب، وتحدد في يوليو 2019”.

ويأتي الإعلان الروسي حيال تسليم صفقة اس-400 المثيرة للجدل، وسط أزمة كبيرة بين كل من الولايات المتحدة وتركيا، وقد سبق أن أعربت واشنطن عن قلقها حيال تزويد أنقرة بصواريخ روسية الصنع.

كما لازالت الصفقة التي أعلن عنها في ديسمبر الماضي، مثار قلق كبير في أوساط الناتو. وقد حذر الرئيس الأميركي من أن أنقرة قد تواجه عواقب جراء هذه الخطوة.

وتعيش تركيا اليوم على وقع أزمة اقتصادية خانقة على خلفية الضغوطات الأميركية المفروضة بعد رفض الرئيس التركي إطلاق سراح برانسون وغيره من الأميركيين المحتجزين لديها، فيما قال الرئيس الأميركي إنه نفذ الشق الخاص به من الاتفاق.

ويقول خبراء إن الأزمة التركية ليست وليدة اللحظة وإنما نتاج تطورات استمرت سنوات، وفجرها الآن استحواذ الرئيس التركي على جميع الصلاحيات وتعيين صهره وزيرا للمالية ليكون صاحب الكلمة الأولى في ملف الاقتصاد.

وجاء التعاطي التركي مع الإجراءات الأميركية مخالفا لتوقعات المستثمرين الذين يتوقعون اتخاذ السلطات في أنقرة خطوات لوقف حالة التدهور، من ضمنها إجراءات مالية بينها زيادة معدلات الفائدة لكبح التضخم، وأخرى سياسية عاجلة تتعلق خاصة بإطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون.

وقال مراقبون في هذا السياق أن الإعلان الروسي عن صفقة  صواريخ أس-400 التي ستتسلمها تركيا في مثل هذا التوقيت ستزيد من حدة الضغوطات المسلطة من قبل واشنطن وستساهم في مزيد تأزيم وضع الليرة التركية في الأسواق المالية.

العرب