بعد عقد من الزمان؛ اتّفق السياسيون الأمريكيون كل الاتّفاق على أنّ الحرب في العراق كانت “خطأً”؛ إذ من النادر أن يتقدّم المرشحون للفوز بترشيح الحزب إلى الانتخابات الرئاسية على الرأي العام، وبالتالي يعدّ تأكيد المرشحين الأساسيين في الحزبين أنّ 4491 أمريكيًّا وعدد لا يحصى من العراقيين قد خسروا حياتهم في حرب كان ينبغي ألّا تحدث؛ أمرًا بليغًا.
وقد تبنّى الناس هذا الموقف منذ سنوات إذ تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى أنّ أغلبية الشعب يعتبر الآن أنّ الحرب كانت خطأً. ومع مرور الوقت؛ اعترف السياسيون الجمهوريون على نحو متزايد بأنّ غياب أسلحة الدمار الشامل في العراق قد قوّض الأساس الّذي استند عليه الرئيس الجمهوري السابق (جورج دبليو بوش) في غزو العراق عام 2003.
وفي عام 2002؛ صوّرت الديمقراطية صاحبة الحظّ الأوفر في الفوز بترشيح حزبها هيلاري كلينتون لصالح الحرب عندما كانت عضوًا في مجلس الشيوخ، وقد كلّفها هذا التصويت الفوز أمام باراك أوباما في عام 2008. وأشارت كلينتون في سيرتها الذاتية الصادرة في العام الماضي أنّها قد صوّتت آنذاك وفقًا للمعلومات المتوافرة لديها والّتي كانت خاطئة بكلّ بساطة.
وحتّى شقيق جورج دبليو بوش -جيب-، المرشّح المحتمل إلى انتخابات الترشيح في الحزب الجمهوري، تعرّض إلى ضغوطات لينأى بنفسه عن الحرب وفي تفسير لتردّده من توضيح موقفه، أكّد أنّ الحديث عن فرضيات والعودة إلى الخلف لن يكون في صالح عائلات الجنود الّذين ضحّوا بحياتهم، إّلا إنّه قال: إنّه إذا ما عاد الزمن إلى الوراء، لن تشنّ الحرب.
أمّا المرشح الآخر المحتمل للحزب الجمهوري (ريك سنتوروم)؛ فقد صرّح أنّ الجميع يقبل بهذا الأمر الآن. وفي عام 2008 أكّد الحاكم السابق لـ”ماساتشوستس ميت رومني” والمرشح الجمهوري آنذاك أنّ غزو العراق كان “قرارًا صائبًا”؛ ولكن قبل أن يفوز بترشيح الحزب الجمهوري في 2012، أعلن رومني أنّ الحرب لم تكن لتحدث إذا ما أدركت الولايات المتّحدة والقادة الدوليون أنّ العراق لا يمتلك أسلحة دمار شامل.
ويجد السياسيون الّذين لا تربطهم علاقات عائلية مع الرئيس السابق، والّذين لم يصوّتوا لصالح هذه الحرب أقلّ حرجًا في التعبير عن موقفهم؛ إذ لم يكن سيناتور فلوريدا ماركو روبيو وسيناتور تكساس تيد كروز في الكونغرس في عام 2002 شأنهم شأن حاكم نيوجيرسي كريس كريستي وحاكم أويو جون كاسيش.
وقد اعترف جميع هؤلاء الجمهوريين الأسبوع الماضي أنّه إذا ما عاد الزمن إلى الخلف، ومع المعلومات الخادعة الّتي أدركوها الآن والّتي قادتهم إلى الاعتقاد بأنّ الرئيس صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل، ما كانوا ليقبلوا بغزو العراق.
وقد ذهب السيناتور عن ولاية كنتاكي راند باول والمرشّح الجمهوري المعلن أبعد من ذلك من خلال القول: بإنّ الحرب كانت خطأ حتّى، وإن أخفى صدام حسين حقًّا أسلحة؛ إذ اعتبر “باول” أن صدام حسين كان يمثّل قوّة مضادة لإيران، وتسبّبت الإطاحة به في الحالة الكبرى من عدم الاستقرار والّتي تهزّ الشرق الأوسط الآن.
الهفنغتون بوست المغاربية – التقرير