بينما يقرع النظام السوري طبول الحرب على مدينة إدلب، وفي وقتٍ تعمل روسيا على التحشيد دوليا وإقليميا لتسهيل عملية اقتحام النظام للشمال السوري، مع التركيز على «أسطوانة» مكافحة الإرهاب و«القاعدة»، ذهب القيادي أبو حذيفة الشامي في هيئة تحرير الشام، في حديث مع «القدس العربي»، إلى أن «الهيئة» كثفت من جهودها في الفترة الأخيرة من حيث تخريج الدورات العسكرية «للانغماسيين» والمقاتلين بكل قواطعها، وأشرفت على تدشيم وتحصين الجبهات، وقامت بتحالف غير معلن مع فصائل عدة تنتمي للجيش الحر كجيش العزة، وذلك بإنشاء غرفة عمليات لصدّ وتذخير محاور المعركة المرتقبة، كما أن الهيئة وحلفاءها من الأوزبك والتركستان وكتائب الشيشان والقوقاز باتت تشكل رقما صعبا وكتلة عسكرية منظمة ومدربة. وبناء على هذه المعطيات يبدو أن الهيئة حسمت أمرها حول موضوع إدلب باختيار الحل العسكري والقتال عن آخر وأكبر موطئ قدم ومنطقة نفوذ لها وللجهاديين ككل في سوريا، على الرغم من الضغوط التركية الكبيرة لحل نفسها والاندماج ضمن الفصائل المدعومة من تركيا، لكن الهيئة تبلغ الأتراك في كل مرة يضغطون عليها بأنها ترفض هذا الخيار.
من جهته وصف القيادي في المعارضة السورية في مناطق درع الفرات شمال سوريا، مصطفى سيجري، أي معركة في الشمال السوري، قد تقودها روسيا والنظام السوري ضد محافظة إدلب، بأنها ستكون مواجهة مصيرية بالنسبة للجيش السوري الحر، وقد تفتح حربا من قبل تلك القوى ضد المعارضة في الساحل أو ريف حماة، ما يقود الى فتح معركة في مناطق «تادف»، و«نبل والزهراء» الشيعيتين في ريف حلب.
ووفق ما قاله «سيجري» لـ «القدس العربي» فإن الجيش السوري الحر يعد أكثر الجهات المتضررة من وجود «جبهة النصرة»، ووصفها بـ«عدو الثورة السورية»، معتبرا إياها أداة إيرانية في الشمال السوري، ووجودها مقتصر على القيام بمهام وظيفية. وأوضح أن الجيش الحر معني بحماية المدنيين في مواجهة «إرهاب الأسد والميليشيات الإيرانية والاحتلال الروسي».
وطالب القيادي المعارض القوات الروسية بالتوقف عن «الادعاءات الكاذبة»، مشيرا إلى عدم توجيههم أي ضربات باتجاه «جبهة النصرة»، وبأن كافة حملاتهم كانت تستهدف المدنيين السوريين والجيش الحر.
من جانبه، توعّد القائد العام لفصيل جيش العزة والتابع للجيش السوري الحر، الرائد جميل الصالح، قوات النظام بتحرير مدينة حماة بأكملها مع أول «حماقة» قد ترتكبها روسيا والنظام بالتقدم على الشمال السوري.
من جهة أخرى وحول ملف الأسرى في سجون النظام، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس، إن النظام أدان نفسه بوجود مختفين قسرا لديه، بإقراره بوفاة 836 من المختفين، في حين وثقت الشبكة قرابة 82 ألف مختف قسريا، ومقتل 14 ألفا بسبب التعذيب على يد النظام. جاء ذلك في تقرير صدر عن الشبكة أمس، وفيه أفادت بأن «عشرات آلاف السوريين تعرضوا لعمليات اعتقالات منهجية، تُنكر السلطات (النظام) أنها من قامت بعملية الاعتقال، ويصعب على الأهالي معرفة مجرد مكان احتجاز أحبائهم، وبالتالي تتحوَّل معظم حالات الاعتقال وبنسبة تفوق 85 في المئة إلى حالات اختفاء قسري».
وفي إدانة أخرى رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين أن «عودة الوضع إلى طبيعته» في سوريا مع بقاء بشار الأسد في السلطة سيكون «خطأ فادحا».
وقال متحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إن المستشارة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبرا في اتصال هاتفي عن القلق بشأن التطورات في سوريا لا سيما الوضع الإنساني في المنطقة حول إدلب.
وأضاف المتحدث شتيفن زايبرت في بيان مساء أمس الإثنين «روسيا مطالبة بالتصرف بطريقة معتدلة بشأن الحكومة السورية والحيلولة دون حدوث المزيد من التصعيد»
هبه محمد
القدس العربي