محادثات السلام اليمنية تراوح مكانها بعد تغيب الحوثيين

محادثات السلام اليمنية تراوح مكانها بعد تغيب الحوثيين

 

 

جنيف ـ اتهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني السبت جماعة الحوثي بمحاولة تخريب المفاوضات التي انتهت بعدم حضورها إلى جنيف، قائلا إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث لم يكن حازما مع الحوثيين بما يكفي.

وانتهت محادثات السلام حول اليمن برعاية الأمم المتحدة السبت قبل أن تبدأ وأقر مبعوث المنظمة الأممية بأنه لم يكن من الممكن إقناع وفد المتمردين الحوثيين بالقدوم إلى جنيف.

لكن غياب الحوثيون لا يشكل “عائقا أساسيا للعملية” حسب ما أكد غريفيث مشيرا إلى أنه سيلتقي قريبا بممثلين عنهم في صنعاء ومسقط بسلطنة عمان.

وقال المسؤول الأممي إن المشاورات التي جرت مع وفد الحكومة اليمنية خلال الأيام الثلاثة الماضية كانت مثمرة، “وركزنا فيها على تدابير الثقة”.

وأضاف أن المشاورات ناقشت إطلاق سراح السجناء وفتح مطار صنعاء وقضايا اقتصادية، إضافة إلى الوضع الإنساني، خصوصًا في مدينة تعز (جنوب).

وقال خالد اليماني إن الحوثيون يستغلون “حرص الشرعية”، للمزيد من التعنت معتبرا أن عدم مشاركتهم في مشاورات جنيف، ينم عن “قلة احترام”.

واعتبر اليماني، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، أن تصريحات المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، كانت “ترضية للانقلابيين (الحوثيين) وبررت تصرفاتهم”، لكنها كانت مع الشرعية بشكل مختلف، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير، وهو رئيس وفد الشرعية إلى مفاوضات جنيف، أن سلوك إفشال المفاوضات ليس سلوكاً جديداً للحوثيين، منذ حزيران 2015، فقد تأخر الوفد الحوثي، مدعياً أن الأجواء المصرية والسودانية كانت مغلقة أمامهم، مع أن الدولتين نفتا ذلك.

وقال: نضع العالم أمام مسؤولياته في تطبيق القرارات الدولية والمبادرة الخليجية، متوقعاً أن “يكون المجتمع الدولي أكثر جدية في التعامل مع الحوثيين”.

وكان وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش قد قال في تعليق له عن تعطل المشاورات بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن “التعطيل الحوثي المتعمد لمشاورات جنيف متوقع في ظل مخاوفنا أن الجماعة تسعى إلى تخفيف الضغط المتنامي عليها ولا تسعى إلى حلّ للأزمة، اليمن والمنطقة بحاجة إلى خريطة طريق سياسية وهذا التسويف لا يبشر بخير”.

وعلى وقع تعثّر محادثات السلام الأممية، اندلعت الجمعة معارك بين قوات يمنية تدعمها الامارات والمتمردين الحوثيين عند أطراف مدينة الحديدة، بحسب ما أعلنت مصادر عسكرية.

وقالت مصادر عسكرية يمنية إن قوات “المقاومة اليمنية”، وهي ثلاث قوى غير متجانسة مدعومة من الامارات، شنت هجوما لتضييق الخناق على الحديدة، التي تضم ميناء استراتيجيا تدخل عبره غالبية المساعدات الموجهة الى ملايين السكان.

وتابعت المصادر العسكرية أن تلك القوات شنت هجوما على مواقع الحوثيين من محور اول في الأطراف الجنوبية الغربية للحديدة بهدف التقدم نحو خط الكورنيش المؤدي الى المدينة، كما شنت هجوما من محور ثان تقدمت فيه من مديرية الدريهمي بعمق 16 كيلومترا، لقطع إمدادات الحوثيين القادمة من صنعاء وإب.

وكانت القوات الموالية للحكومة اليمنية شنت في 13 يونيو الماضي هجوما واسعا بمساندة التحالف العسكري بقيادة السعودية، بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.

العرب