طرحت مجلة فوربس الأميركية جملة من المؤشرات استخلصتها من مقال نيويورك تايمز، وقالت إنها قد تقود لتحديد هوية كاتب المقال المجهول الذي أثار توترا كبيرا داخل البيت الأبيض.
وقد حاولت وسائل الإعلام الأميركية رسم صورة لكاتب المقال من خلال اللغة والمصطلحات المستخدمة دون جدوى، وقد امتدت الاحتمالات حتى وصلت جاريد كوشنر صهر الرئيس ومستشاره، وكذلك وزير الخارجية، ونائب الرئيس، ومندوبة واشنطن الأممية، بيد أن بعض هؤلاء نفى بشدة علاقته بالمقال.
ويقول الكاتب مارك كانكيان في تحليل بالمجلة إن واشنطن تعرضت لضغوط خلال الأيام القليلة الماضية جراء البحث عن “مجهول” نشر مقالا احتوى على انتقادات لاذعة لإدارة ترامب.
ويضيف الكاتب أنه جرت مقارنة “المجهول” فيما يتعلق بالرئيس ترامب بـ”الحنجرة العميقة”، وهو مصدر تسريب فضيحة ووترغيت لصحيفة واشنطن بوست الأميركية والمتعلقة بالرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون.
ويشير إلى أن مسألة المجهول تشكل الحلقة الأحدث في سلسلة طويلة من الأعمال الدرامية المتصلة بالبيت الأبيض وتسريباته الداخلية، أو من خلال أشخاص من داخل البيت الأبيض نفسه. ويقدم التحليل إشارات وتلميحات إلى من يكون هذا المجهول، موضحا أن كشف هويته قد لا يطول مثلما حدث مع مسرب فضيحة ووترغيت الذي كشفت هويته بعد ثلاثة عقود.
أجندة وميول
ويشير إلى أنه في الخامس من الشهر الجاري نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقال رأي منسوبا إلى أحد أعضاء إدارة ترامب. ويزعم صاحب المقال أنه عضو في “المقاومة” التي كانت “تعمل بجد من الداخل لإحباط أجزاء من أجندة ترامب وميوله السيئة”.
ويقول كانكيان إن نقطته النهائية تتمثل في أن أعضاء السلطة التنفيذية ينبغي لهم أن يخدموا الرئيس الذي تم انتخابه. ويضيف أنه يعد من غير المستغرب أن يكون البيت الأبيض قد قضى وقتا في محاولة معرفة من هو هذا الشخص المجهول.
ويضيف أن هناك بعض الأدلة في نص المقالة، وأنه استنادا إلى خبرته -أي الكاتب- فإن في وزارة الدفاع الأميركية وفي مجمع البيت الأبيض أسلوبا تعبيريا وبعض الإشارات التي قد تدل على المجهول:
دلالات
أول هذه الإشارات قول “المجهول” “نحن… معينون سياسيا” ونحتفل بالمبادئ الجمهورية، مما قد يشير إلى أنه موظف سياسي.
أما الإشارة الثانية فهي أن هذا المجهول قد يكون من صغار الموظفين، وذلك لغياب الخلفيات التي يستخدمها كبار الموظفين الذين يثبتون عبر الكونغرس.
الإشارة الثالثة هي أن هذا المجهول قد يكون من كادر وزارة الدفاع، وفلو كان المجهول من قسم آخر مثل وزارة الخارجية، لاحتوى مقاله شكاوى بشأن التخفيضات العميقة في الميزانية التي اقترحتها إدارة ترامب.
وأما الإشارة الرابعة فهي أن الكاتب قد لا يكون عسكريا، وذلك لطبيعة العسكريين المنضبطة والملتزمة باللوائح العسكرية، التي لا تقبل أن تكتب مثل هذا المقال من دون اسم.
تضييق الخناق
من جانبها كشفت صحيفة صنداي إكسبرس البريطانية أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ بتضييق الخناق والاقتراب من معرفة هوية الكاتب المجهول لمقال وصف ترامب بأنه صاحب “دوافع مضللة”، الأمر الذي أثار قلق الرئيس وجعله يحث على معرفته.
ويشير الكاتب دان فلافي في تقريره بالصحيفة إلى أن الكاتب المجهول اعترف في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز بأن ثمة تفكيرا في الانقلاب على الجمهوريين.
وتشير شبكة “سي أن أن” إلى أن قائمة الكُتّاب المحتملين للتقرير “المدمر” تقلصت إلى “حفنة” من الموظفين.
ويضيف التقرير أن أحد المطلعين على بواطن الأمور يقول إنه منذ مقال الكاتب المجهول والرئيس ترامب “مهووسٌ” بمعرفة وتحديد “الشخص المريض” المسؤول عن ذلك المقال.
معلومات سرية
ويخشى ترامب إمكانية حصول الكاتب المجهول على تصريح أمني قومي، وبالتالي يتمكن من تسريب معلومات سرية في المستقبل.
ونسبت الصحيفة لترامب قوله للمراسلين بإحدى قواعد سلاح الجو “لنفترض أنه كان لديه اجتماع أمن وطني رفيع المستوى” وقد يحصل هذا الكاتب المجهول على تصريح أمني يخوله الذهاب لاجتماع رفيع بشأن الصين أو روسيا أو كوريا الشمالية أو شيء من هذا القبيل.
ويضيف ترامب “لا أريده في تلك الاجتماعات”.
المصدر : إكسبرس,الجزيرة