قبيل عطلة عيد الاضحى المبارك جدد البرلمان التركي بأغلبية 298 صوتا من مجموع الحضور 396 تفويضا للقوات المسلحة باستخدام القوة في سوريا و العراق و منحها صلاحية اتخاذ اجراءات في حالة وجود اخطار تتعلق بالأمن القومي لتركيا.
يأتي هذا القرار في سياق تقدم داعش على الارض باتجاه الحدود التركية ــ السورية والتهديدات المحيطة بالقوات التركية المرابطة لحماية ضريح سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية ومع ارتفاع عدد النازحين واللاجئين السوريين الى تركيا حيث بلغ عدد اللاجئين السوريين من الاكراد بعد محاصرة مدينة كوباني الكردية (عين العرب) اكثر من 180 الف لاجئ سوري .
ويستند القرار الى المادة 92 من الدستور التركي الذي يقرن صلاحية السماح بإرسال الجيش الى دول اخرى بمراعاة القوانين الدولية وحالات الحرب .
تأتي هذه التطورات الداخلية التركية مع ما قامت به الحكومة من اجراءات و مقترحات وضعتها لتكون اساسا لتحركها ومشاركتها في الحملة العسكرية الدولية لمقاتلة داعش والتي تنصب على الاتي:
- اقامة منطقة حظر جوي في الجانب السوري بالتعاون مع طيران التحالف على غرار مناطق الحظر التي اقيمت في شمال وجنوب العراق بعد حرب عام 1991 ومنع الطيران السوري من الاقتراب منها.
- اقامة منطقة عازلة خارج الحدود لحماية السوريين الفارين من الحرب القائمة الان على امتداد الاراضي السورية.
- منح الدعم الكامل و المساندة لقوات المعارضة السورية المعتدلة سياسيا و عسكريا.
في هذا السياق يتناول المحلل السياسي و الكاتب التركي (مصطفى اوزغان) الدور التركي بالتحليل فيقول “ان التفويض الذي منحه البرلمان التركي للحكومة التركية من الممكن ان يترجم الى سيناريوهين اثنين هما:
- ارسال قوات برية للدفاع عن الجنود الاتراك المكلفين بحماية ضريح سليمان شاه.
- اقامة منطقة عازلة محظورة على الطيران بمشاركة دولية او امكانيات تركية محضة.
اذن نحن امام مشاركة فعلية وجدية للقوات التركية في اسناد الحملة الدولية لمقاتلة داعش ومنع تقدمها وتحقيقها مكاسب جديدة على الارض وايقاف زحفها باتجاه مدن واراض داخل سوريا و العراق ,وبعد نجاح الحكومة التركية في اطلاق سراح جميع الدبلوماسيين الاتراك البالغ عددهم 49 دبلوماسيا و العاملين في القنصلية التركية بمدينة الموصل العراقية الذين كانوا محجوزين لدى داعش .
يؤكد هذا الموقف حديث الرئيس التركي طيب رجب اردوغان في افتتاح جلسة البرلمان التركي في مطلع شهر تشرين الاول عام 2014 عن عزمه اعادة مليون ونصف مليون نازح سور ي الى منازلهم واسقاط نظام بشار الاسد و انهاء دور المتطرفين داخل الاراضي السورية .
فهل نرى دورا تركيا عسكريا قادما يؤدي الى تغيير خارطة المنطقة و يقوم بدور حاسم في ايقاف تقدم وزحف داعش و قواتها و يكون حجمه و تأثيره و امكاناته بقوة و حجم الدولة التركية و احاديث مسؤوليها و هل ستكون مقاتلة القوات التركية و دخولها الى المعركة هي المظلة السياسية لإسقاط حكم الاسد و بداية انهاء الارهاب في المنطقة .
مركز الورابط للدراسات و الابحاث الاستراتيجية