قالت منظمة العفو الدولية إن الجيش الحكومي في جنوب السودان ومليشيا متحالفة معه نفذا هجوما في وقت سابق من العام الجاري، اقترفا فيه أبشع الفظائع من قتل للمدنيين واغتصاب ممنهج ونهب وتدمير هائل.
ووفق التقرير وعنوانه “قتل كل حي يتنفس: ارتكاب جرائم حرب في لير ومايندِيت، جنوب السودان”، فإن تلك الوحشية تصاعدت بسبب تقاعس السلطات عن مقاضاة أو استبعاد مجرمي الحرب المشتبه فيهم.
واستند تقرير المنظمة إلى شهادات حوالي مئة مدني فروا من هجوم القوات الحكومية ومليشيات الشباب المتحالفة معها في ولاية الوحدة الجنوبية بين أواخر أبريل/نيسان ومطلع يوليو/تموز.
وقالت المديرة الإقليمية لشرق أفريقيا في منظمة العفو الدولية جوان نيانيوكي “كان العامل الرئيسي في هذا الهجوم الوحشي هو التقاعس عن تقديم المسؤولين عن موجات العنف السابقة، التي استهدفت المدنيين في المنطقة، إلى العدالة”.
وأضافت “لقد تضررت محافظتا لير وماينديت بشدة في الماضي، ومع ذلك تستمر حكومة جنوب السودان في إطلاق الحرية للجناة المشتبه فيهم لارتكاب فظائع جديدة، فكانت النتيجة كارثية بالنسبة للمدنيين”.
وأبلغ عشرات النساء والرجال المدنيين منظمة العفو الدولية كيف اتسم الهجوم بوحشية مروعة، حيث قتل المدنيون عمدا بالرصاص، وأحرقوا أحياء، وشنقوا على الأشجار.
كما استخدم الجنود والمليشيات عربات برمائية لتعقب المدنيين الذين فروا إلى المستنقعات المجاورة. ووصف الضحايا الناجون كيف اجتاحت مجموعات من خمسة جنود أو أكثر الغطاء النباتي بحثا عن أشخاص، وكثيرا ما كانوا يطلقون النار عشوائيا على منطقة الأعشاب.
وقالت نيالوني، وهي امرأة مسنة، لمنظمة العفو الدولية إنها شاهدت جنودا يقتلون زوجها، وهو مجرد مزارع، ورجلين آخرين بدم بارد.
وروى آخرون كيف قُتل عاجزون عن الفرار -وخاصة كبار السن والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة- في قراهم. فقد وصف الكثير من الناس كيف تم حرق أقاربهم المسنين أو جيرانهم أحياء في مساكنهم التقليدية، وفي إحدى الحالات ذبح بسكين رجل تجاوز الـ90 عاما.
وقالت نياويك، وهي امرأة عمرها 20 عاما، لمنظمة العفو الدولية إنها شاهدت الجنود يطلقون النار على والدها، ثم قتلوا العديد من الأطفال بوحشية في قرية ثنيور بمقاطعة لير.
المصدر : منظمة هيومن رايتس وتش