بدأت خلايا من الشيعة الأفغان -وبرعاية إيرانية- تتشكل شيئا فشيئا في أفغانستان، لتمثل نواة مشروع كبير عابر للحدود يطلق عليه اسم “حزب الله الأفغاني”.
فقد كشفت مراسلة صحيفة لوفيغارو الفرنسية بكابل مارغو بن -في بداية تقرير لها عن الموضوع- تفاصيل اجتماع عقد في يوليو/تموز الماضي بالعاصمة الأفغانية كابل، كان نقطة انطلاق هذا المشروع.
وضم الاجتماع المذكور وفدا مكونا من أحد الملالي الإيرانيين وأحد عناصر حراس الثورة وأستاذا جامعيا وطالبا أفغانيا في إحدى الجامعات الإيرانية من جهة، ومن جهة أخرى: خمسة شبان أفغان اختيروا بعناية، منهم فتية متعلمون (بعضهم تعلم في إيران) يعملون في قطاعات مختلفة وتتوسم فيهم القدرة على التأثير ليمثلوا “نقاط اتصال محورية”.
ويراد من هذه المجموعة ومجموعات صغيرة أخرى قابلها الوفد بشكل منفصل، أن تمثل “الدائرة الأولى” لهذا الحزب.
وتنقل مارغو في هذا الخصوص عن أحد الشهود -ورمزت له باسم “حسن”- قوله: “إننا نزرع بذور مشروع شيعي عابر للحدود، حزب الله الأفغاني”، مشيرة إلى أن الهدف من هذا التجمع هو حشد الشيعة الأفغان وإخوانهم في الدول المجاورة “لمواجهة الأعداء الأميركيين والإسرائيليين وداعش الذين يقتلون المسلمين -والشيعة على وجه الخصوص- في جميع أنحاء العالم”، وفقا لحسن.
وقد تكررت هذه الاجتماعات بحسب ما قال حسن وأكدته عدة مصادر أمنية، وكان على كل عضو في المجموعات المشكلة أن يقنع خمسة أفغان بهذه الفكرة، ويحث كل واحد منهم على إقناع شخصين على الأقل وهكذا دواليك.
ويعلق حسن وهو يقوم ويقعد بين الفينة والأخرى توجسا، “في الوقت الحالي، يتعلق الأمر فقط بمشاركة أفكارنا مع أشخاص سيكون لهم شأن كبير في كابل في السنوات القادمة، إننا نضع حجر الأساس لما سيكون في غضون سنوات قليلة -حسب ما أتمناه- حركة عظيمة تتجاهل الحدود وتجمعها الأفكار”، وسيتم ذلك عبر التنسيق المتواصل بين نقاط الاتصال في كل من كابل وطهران.
حملة سرية وعلنية
وبموازاة هذه الاجتماعات، تقول المراسلة إن حملة أخرى سرية وعلنية دشنتها شخصيات إيرانية مؤثرة خلال زيارات قامت بها العام الماضي إلى محافظات كابل وهرات ومزار الشريف وبانشير.
واستهدفت هذه الزيارات المساجد وتنظيم النقاشات حول دور القوات الأجنبية في البلاد واجتماعات مع المجتمعات المحلية، حيث كانت الرسالة واضحة وهي “ستموتون في الهجمات لأن الحكومة وحليفها الأميركي يهملانكم، لم لا تنشئون منظمتكم الخاصة؟ فحزب الله اللبناني أسس قبل ثلاثين سنة وبإمكانكم تأسيس حزب مثله”.
وتأمل إيران -وفقا للمراسلة- في أن يمثل لواء “الفاطميين” المكون من الشيعة الأفغان والذي دربته طهران وأرسلته للقتال في سوريا، نواة الحزب المنشود.
وتنقل المراسلة عن “السيد” -وهو اسم مستعار لشاب (21 سنة) من لواء الفاطميين- قوله “لما كنت في إيران وبعدها في سوريا، ما فتئ قادتنا يكررون لنا أن المرحلة القادمة ستكون الدفاع عن إخواننا (الشيعة) داخل بلدنا”.
وقد وصل التغلغل الإيراني في الشأن الأفغاني حدا واسعا، وتضاعفت أعداد المراكز الثقافية الإيرانية في كابل، بل وصلت الأمور في منطقة مثل نيمروز المحاذية لإيران حد اغتيال من يذكر إيران بسوء، كما وقع لأحد عملاء المخابرات الأفغانية قبل خمسة أشهر، ولم يحدَّد المسؤولون عن اغتياله رسميا، لكن السبب مؤكد وهو أنه “تكلم بنبرة حادة تجاه طهران”، وفقا للمراسلة.
المصدر : لوفيغارو