بغداد – يحاول حزب الدعوة، الحاكم في العراق، تدارك أوضاعه لتلافي خسارة منصب رئيس الحكومة في الدورة الحالية، بعدما أحكم قبضته عليه منذ العام 2005.
وحث بيان صادر عن اجتماع للحزب عقده، السبت، وضم أبرز قياداته على “أهمية تجاوز اختلاف الرأي داخل صفوف الحزب بما يعزز وحدة موقفه السياسي”، ما يعكس اعترافا بوجود أزمة حادة داخله.
وعلمت “العرب”، من مصادر اطلعت على كواليس الاجتماع، أن بدايته كانت متشنجة حيث تبادل المالكي والعبادي الاتهامات بشأن المسؤولية عن إضعاف الحزب وخسارة منصب رئيس الوزراء.
لكنّ نهاية الاجتماع كانت مختلفة، وفقا للمصادر، إذ اتفقت قيادات الدعوة على تشكيل لجنة عليا لبحث فرص دمج ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي بدولة القانون.
ويسعى الحزب إلى إعادة تنظيم صفوفه قبل طرح مرشح جديد لمنصب رئيس الوزراء.
وقالت المصادر إن “العبادي أقر خلال الاجتماع بتلاشي حظوظه في الولاية الثانية، وأنه لن يمانع في دعم جهود الحزب في حال قرر اختيار مرشح بديل”.
وكشفت أن جناحي الدعوة وقعا ورقة أولية للاندماج.
ويخطط حزب الدعوة لتشكيل كتلة برلمانية تضم أعضاء ائتلافي النصر ودولة القانون، تحت مسمى جديد. وفي حال نجحت هذه المساعي، فإن هذه الكتلة ربما تكون الأكبر في البرلمان العراقي حتى الآن وقد يصل عدد أعضائها إلى قرابة السبعين.
وبناء على هذه المناورة، يمكن لحزب الدعوة أن يسعى لتسجيل هذه الكتلة في جلسة البرلمان القادمة بوصفها الأكثر عددا، ليحصل على تكليف تشكيل الحكومة مجددا.
وتقول المصادر إن “حزب الدعوة يدرك مدى صعوبة استعادة حظوظه في منصب رئيس الوزراء، لكنه يريد تنفيذ مناورة اعتبارية، تعيد له وزنه السياسي المؤثر، الذي أضر به كثيرا خلاف المالكي والعبادي”.
وحتى في حال رفضت الأطراف السياسية المرشح الذي يمكن أن يقدمه حزب الدعوة لرئاسة الحكومة الجديدة، فإن وضعه خلال مفاوضات تشكيل الكابينة الوزارية سيختلف كثيرا عما كان عليه خلال الأسبوع الماضي، الذي أوشك خلاله على الانهيار، وخرجت إلى العلن خلافات قياداته البارزة.
ويمكن للحزب أن يلعب دورا مؤثرا في اختيار رئيس الحكومة الجديدة، رابطا بين تنازله عن مرشحه لهذا المنصب وحصوله على مواقع تنفيذية بارزة في الكابينة الجديدة، فضلا عن حماية نفوذه الكبير في مؤسسات الدولة، الذي استمر في تدعيمه منذ العام 2006.
وتقول المصادر إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لعب دورا محوريا في إقناع كل من المالكي والعبادي بالجلوس معا، والتفكير في الفرص السياسية الكبيرة التي سيتيحها رأب الصدع الكبير داخل حزب الدعوة.
لكن سليماني لن يدعم مخطط عودة الحزب إلى ترشيح أحد أعضائه لمنصب رئاسة الوزراء، في ظل خشيته من أن يؤدي هذا التطور إلى استفزاز المرجعية الدينية في النجف، التي يتسرب أنها تعارض بشدة بقاء هذا المنصب تحت سيطرة الدعوة.
العرب