محللون: السنوار بعث لإسرائيل رسائل مزدوجة للتهدئة والحرب

محللون: السنوار بعث لإسرائيل رسائل مزدوجة للتهدئة والحرب

أجمع محللون عسكريون إسرائيليون على أن تصريحات قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار -لما قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنها مقابلة أجريت لصالحها- تحمل في طياتها رسائل مزدوجة ومركبة نحو “التهدئة” مع إسرائيل وكذلك المواجهة العسكرية.

بدا المحلل العسكري في موقع “واينت” الإلكتروني رون بن يشاي واثقا من أن السنوار تعمد إجراء المقابلة بغية مخاطبة المجتمع الإسرائيلي مباشرة وكذلك توجيه رسائل للحكومة الإسرائيلية، حملت معاني مبطنة نحو الحرب أو التهدئة، وهي الحالة التي تزيد الوضع تعقيدا على جبهة غزة.

ويرى المحلل العسكري أن حماس على قناعة بأن الجيش الإسرائيلي الذي يحشد قواته العسكرية منذ إطلاق مسيرات العودة في مارس/آذار الماضي قد يشن عدوانا عسكريا، بينما قيادة الحركة غير معنية بعملية عسكرية ومواجهة شاملة مع الاحتلال بهذه المرحلة.

وعلى هذا الأساس يرجح بن يشاي أن السنوار اختار إجراء مقابلة مطولة مع وسيلة إعلام إسرائيلية، اعتمد فيها طرح خيار الهدوء مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة، لكنه أبقى الخيار العسكري مفتوحا.

لغة التهدئة
لكن ثمة مسار كان غائبا عن الحوار، وهو نزع سلاح المقاومة وتجريد غزة من السلاح، يقول بن يشاي “رغم لغة التهدئة التي اعتمدها السنوار فإنه لم يقدم البدائل حيال سلاح المقاومة ووقف تسلح حماس وبناء الترسانة العسكرية وشبكة الأنفاق، كما أنه لم يعد بالتوقف عن تدريب رجال المقاومة لشن الهجمات على المستوطنات الإسرائيلية وفي القتال داخل شبكة الأنفاق”.

كما لا يرغب السنوار -يقول بن يشاي- في إعادة جثتي الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول والمواطنين الإسرائيليين مقابل إعادة جثامين والإفراج عن المدنيين، فهو يطالب بإبرام صفقة تبادل جديدة مع إسرائيل تضمن إطلاق عشرات السجناء الفلسطينيين وتحرير عشرات الجثامين المحتجزة.

ليس هذا وحسب، بل يجزم المحلل العسكري بأن حماس من خلال هذه المقابلة تتحدى إسرائيل، كونها تعتمد على نظرية وحقيقة أن الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش ليس لديهم تطلعات حقيقية للقيام بعملية عسكرية شاملة وتوغل بري وإسقاط حكم حماس بغزة.

وخلص بن يشاي إلى القول “يمكن التيقن من بين السطور ومن أقوال السنوار أنه يسير على درب مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين ويواصل نهجه بمحاربة إسرائيل حتى تزول”.

وراء الكواليس
من جهته لا يستبعد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل إمكانية أن تدفع إسرائيل ثمن التوتر بين حماس والسلطة الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال “بينما تعمل الحكومة الإسرائيلية والجيش معا لإخفاء التقارير عن حقيقة الأوضاع من قطاع غزة فإن الوضع يزداد سوءا. إذا استمر الصراع على السلطة بين السلطة الفلسطينية وحماس، فحتى المساعدات القطرية لن تمنع حدوث المزيد من التدهور في غزة”.

وأوضح المحلل العسكري أنه في قطاع غزة يجري سباق مع الزمن، يهدف إلى منع تصعيد عسكري متجدد، لافتا إلى أنه خلافا للتصريحات المعلنة للسياسيين الإسرائيليين وقرع طبول الحرب على غزة، من وراء الكواليس ليس لديهم نوايا للدفع نحو عمليات عسكرية شاملة، وهو نفس الموقف الذي عبر عنه السنوار في رسائله من خلال المقابلة.

ورأى المحلل العسكري أن السنوار تعمد إيصال رسائل معقدة ومركبة، فمن ناحية قال إنه “لا يبحث عن الحرب”، ولكن “في هذه المرحلة يبدو أن الانفجار حتمي”.

تأجيل المواجهة
من جانبه، قال المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني أمير بوحبوط إن الجيش الإسرائيلي اعتبر تصريحات السنوار رسائل تهديد مبطنة، وعليه أصدر رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت أوامره للجيش بتعزيز قواته الموجودة في البلدات الإسرائيلية بـ”غلاف غزة”، إضافة إلى نشر بطاريات منظومات “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ تأهبا لأي طارئ.

لذلك، يقول بوحبوط إن رئيس الأركان آيزنكوت بعث رسالة مباشرة إلى السنوار يقول إنه “إذا ما تدهور الوضع على الحدود إلى ما هو أبعد مما كان يحدث في الأسابيع الأخيرة، فسيجد الجيش الإسرائيلي جاهزا لمجموعة متنوعة من السيناريوهات”. علما بأنه ليس لدى كلا الطرفين أي نية للدخول في مواجهة ستجبر الجانبين على حرب واسعة.

ومع ذلك يرى المحلل العسكري أنه في إدارة المخاطر والتهديدات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أن الأحداث قد تخرج عن السيطرة، ولذا يشدد على أنه من وراء الكواليس تنشط العديد من الجهات الإقليمية والدولية، بما في ذلك مصر التي تمارس الضغط على حكومة حماس للعمل على التهدئة والامتناع عن التصعيد عند الجدار الأمني لتفادي ردود حازمة من الجيش الإسرائيلي.

ولفت إلى أن مسيرات العودة سوف تصبح اختبارا لقيادة حماس، وتساءل المحلل العسكري “هل ستوجه حماس المعركة ضد إسرائيل أم إن الحركة ما زالت مشغولة بضبط النفس في الشارع والجناح العسكري الذي كان قادته يحاولون تحدي الجيش الإسرائيلي بالأشهر الأخيرة من خلال الهجمات على السياج الأمني؟ سيكون ذلك بمثابة تأجيل المواجهة، لأن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة يقترب من الخط الأحمر”.

المصدر : الجزيرة