الرياض – أكدت المملكة العربية السعودية، فجر السبت، أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قتل في قنصليتها بإسطنبول بعد وقوع شجار واشتباك بالأيدي مع عدد من الأشخاص داخلها، وذلك للمرة الأولى منذ اختفاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر الجاري.
وأصدر على الفور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أوامر ملكية تقضي بإقالة أكثر من مسؤول أمني بارز على خلفية القضية التي أثارت ردود فعل دولية مختلفة.
وأمر الملك سلمان بتشكيل لجنة وزارية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة وتحديث نظامها ولوائحها وتحديد صلاحياتها بشكل دقيق.
وستضم اللجنة في عضويتها وزيري الداخلية والخارجية ورئيس الديون الملكي ورئيس جهازي المخابرات العامة وأمن الدولة وشخصيات أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن بيان للنيابة العامة أنّ الأشخاص السعوديين قابلوا خاشقجي في القنصلية في 2 اكتوبر بعد “ظهور مؤشّرات تدلّ على إمكانية عودته للبلاد”، مضيفةً أنّها أوقفت 18 سعودياً على ذمّة القضية.
وأمر الملك سلمان بإعفاء أحمد بن حسن عسيري نائب رئيس الاستخبارات العامة من منصبه، كما أمر بإعفاء سعود بن عبدالله القحطاني المستشار في الديوان الملكي من منصبه، إضافة إلى إنهاء خدمات كل من اللواء طيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة واللواء عبدالله بن خليف الشايع مساعد رئيس الاستخبارات العامة للموارد البشرية.
كما أمر بإنهاء خدمات مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة اللواء رشاد بن حامد المحمادي.
وأكدت السعودية في البيان أنها “اتخذت الإجراءات اللازمة لاستجلاء الحقيقة في موضوع المواطن جمال خاشقجي”، مشيرة إلى محاسبة جميع المتورطين وتقديمهم للعدالة.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إن التوجيهات والقرارات الصادرة عن الملك سلمان “على إثر الحادث المؤسف والأليم الذي أودى بحياة المواطن خاشقجي تأتي استمرارا لنهج الدولة في ترسيخ أسس العدل”.
وفي أول ردة فعل على الإجراءات السعودية أكد البيت الأبيض أنه أطلع على البيان الذي أصدرته السعودية بشأن التحقيق في موت خاشقجي.
وقالت المتحدثة سارة ساندرز في بيان “سنواصل متابعة التحقيقات الدولية عن كثب في هذا الحادث المأساوي وننادي بالعدالة الشفافة في الوقت المناسب ووفقا لكل الإجراءات القانونية الواجبة”.
وتابعت “نشعر بالحزن لسماع تأكيد وفاة السيد خاشقجي، ونقدم أعمق تعازينا لأسرته وخطيبته وأصدقائه”. كما أشارت إلى أن المملكة العربية السعودية “اتخذت إجراءات ضد المشتبه بهم الذين حددتهم حتى الآن”.
وقبيل تأكيد الرياض مقتل خاشقجي في قنصليتها، أعلنت الرئاسة التركية فجر السبت أنّ الرئيس رجب طيّب أردوغان اتّفق مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال مكالمة هاتفية على مواصلة التعاون الثنائي في التحقيق، في ثاني اتصال هاتفي بين الزعيمين حول هذه القضية.
وقال مصدر في الرئاسة التركية لوكالة فرانس برس إنّه خلال مكالمتهما الهاتفية التي جرت مساء الجمعة والتي أتت بعد مكالمة أولى بينهما جرت الأحد شدّد الرئيس أردوغان والملك سلمان على “أهمية مواصلة العمل سوياً في تعاون تامّ”.
وأضاف المصدر أنّ الزعيمين تبادلا المعلومات حول التحقيقات التي يجريها بلداهما في قضية خاشقجي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقرّ الخميس للمرّة الأولى منذ فقدان أثر الصحافي السعودي أنه قد قُتل على الأرجح.
وتحدّث ترامب الاثنين عن أنّ “عناصر غير منضبطين” قد يكونون قتلوا الصحافي. وكان ترامب قد أوفد وزير خارجيته مايك بومبيو إلى الرياض وأنقرة لبحث قضية خاشقجي.
العرب