ماتيس: روسيا لن تحل محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

ماتيس: روسيا لن تحل محل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

المنامة- صرّح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس السبت أن روسيا التي تعزز نفوذها في سوريا بفضل انتصاراتها العسكرية لمصلحة الرئيس السوري بشار الأسد “لا يمكن أن تحلّ محل” الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وقال ماتيس أمام القادة العرب المشاركين في “حوار المنامة”، مؤتمر الأمن الذي يُعقد سنويا في البحرين، إن “انتهازية روسيا وسعيها إلى تجاهل النشاطات الإجرامية للأسد ضد شعبه يثبت افتقادها إلى الالتزام الصادق بالمبادئ الأخلاقية الأساسية”.

وأضاف “اليوم أريد أن يكون ذلك واضحا: وجود روسيا في المنطقة لا يمكن أن يحلّ محل الالتزام الطويل والدائم والشفاف للولايات المتحدة حيال الشرق الأوسط — التزام أكرر تأكيده بلا تحفظ”.

وتابع ماتيس “ندعم الشركاء الذين يغلبون الاستقرار على الفوضى”.

وأضاف أن من الضروري إنهاء نزاع مستمر منذ 16 شهرا بين قطر وأربع دول عربية يقول محللون إنه أضعف التنسيق الإقليمي أمام إيران.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر روابط النقل والتجارة مع قطر في يونيو 2017 متهمة الدوحة بدعم إيران والإرهاب. وتنفي قطر هذه الاتهامات.

وقال ماتيس “تسوية الجدال الداخلي بين شركائنا في مجلس التعاون الخليجي أمر جوهري لتحقيق هذه الرؤية، ودون ذلك فإننا نضعف أمننا”.

وسئل ماتيس أيضا عن القرار الذي أعلنه ترامب في مايو أيار بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، فقال إن هذه الخطوة لم تكن لتعني إبطاء عملية السلام ولا تؤثر على التزام الولايات المتحدة “بتوفير مستقبل أفضل للشعب الفلسطيني”.

وكانت كاتي ويلبارغر المكلفة الشؤون الدولية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) صرحت في الطائرة التي أقلت وزير الدفاع الأميركي إلى المنامة حيث وصل الجمعة، أن ماتيس يريد تذكير الدول العربية بأنها تبقى “شريكا مميزا لأنها ملتزمة على الأمد الطويل”.

وقالت إن خطاب ماتيس سيؤكد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الحلفاء على “إعادة الاستقرار لمنطقة تشوبها الفوضى”.

وأضافت ويلبرغر للصحفيين المرافقين لماتيس “لذلك استمروا في اعتبار الولايات المتحدة شريكا أمنيا مختارا لكم.. يمكنكم الاعتماد علينا والاعتماد على وجودنا على المدى الطويل”.

وهناك مخاوف متزايدة من أن تخلي واشنطن عن المنطقة سيعطي فرصة لدول مثل روسيا لملء هذا الفراغ.

وتعد السعودية حجر الزاوية في تكتل تدعمه الولايات المتحدة في المنطقة في مواجهة إيران لكن أزمة خاشقجي تسببت في توتر في علاقات الرياض مع الغرب.

ولفت وزير الدفاع الأميركي إن حوادث مثل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تقوض الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وإن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات إضافية بحق المسؤولين عن ذلك.

وقال “بمصالحنا الجماعية في السلام مع الوضع في الاعتبار احترامنا الذي لا يتزعزع للسلام، فإن مقتل جمال خاشقجي في منشأة دبلوماسية يجب أن يزعجنا جميعا”.

وأضاف “عدم التزام أي دولة بالمعايير الدولية وحكم القانون يقوض استقرار المنطقة في وقت تشتد الحاجة إليه”.

وقتل خاشقجي في الثاني من أكتوبر في القنصلية السعودية العامة باسطنبول. وبحسب مسؤولين أتراك فإنه قتل على أيدي فريق قدم من الرياض.

وكانت الرياض أكّدت السبت الماضي بعد 17 يوما من اختفاء خاشقجي أن الأخير قتل عن طريق الخطأ في قنصليتها في اسطنبول خلال “شجار” مع عناصر أتوا للتفاوض معه حول عودته إلى المملكة.

وفي الإجمال هناك 18 مشتبها بهم جميعهم سعوديون موقوفون في السعودية. وقد تمت إقالة العديد من كبار مسؤولي الاستخبارات السعودية.

العرب