لم يمنع الصراع الأمريكي الإيراني على عدة قضايا في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها صراعهما على العراق، من الحفاظ على الخط الساخن في علاقاتهما، فبحسب معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، مفادها: فكما كانت سلطنة عُمان الراعية للمفاوضات السرية بين إدارة الرئيس الامريكي سابق بارك أوباما والجمهورية الإيرانية بشأن برنامجها النووي، فهي السلطنة مجددًا ترعى مفاوضات سرية بين وزراتي خارجية الدولتين، وكان التشنج السمة السائدة لتلك المفاوضات لجهة القضايا التي كان تدور حولها، فقد ركزت تلك المفاوضات على صواريخ إيران الباليستية، وما زاد من سخونتها وحدتها مطالب الفريق المفاوض الأمريكي من نظيره الإيراني تزويده بمعلومات دقيقة وصادقة عن برنامج إيران النووي وعن المرحلة التي وصل إليها ذلك، ووقف انتاج إيران صواريخ طويلة المدى و السماح بتفتيش مصانعها الصاروخية، -هذا الطلب إشارة واضحة من قبل فريق التفاوض الأمريكي تعهده المطلق بالحفاظ على أمن إسرائيل-، وكما طالب الفريق الامريكي المفاوض من نظيره الايراني أيضًا عدم تصنيع صواريخ هجومية والاقتصار فقط على الصواريخ الدفاعية، وعدم التدخل في الشؤون الدول العربية وعلى رأسها العراق، لكن جانب الايراني من جانبه وبحسب المعلومات التي حصل عليها مركز الروابط رفض بعض هذه المقترحات. وبهذا المستوى من المطالب الامريكية والرفض الايراني لبعض منها انتهت المفاوضات بين الفريقين، وعاد إلى بلادهما للمشاورات مع قياداتهما السياسية وبحسب معلومات المركز اذا تم الموافقة على بعض البنود فسيتم عقد جولة ثانية من المفاوضات.
وكانت إدارة ترمب في آيار/ مايو الماضي قدحددت 12 مطلبًا يحب على إيران تنفيذها، إذا أرادت رفع العقوبات الاقتصادية عنها، من بينها الانسحاب من سوريا. وسحب جميع قواتها من سوريا، وإيقاف دعم حزب الله في لبنان”، إضافة إلى إيقاف الدعم عن “حركة حماس” و”الجهاد الإسلامي”.كما طلب من إيران إيقاف تدفق مقاتلي ميليشياتها إلى العراق، وإنهاء دعمها لطالبان وتوفيرها ملاذًا لمن وصفهم بـ “الإرهابيين”.و إطلاق سراح كل المواطنين الأمريكيين ومواطني حلفاء أمريكا، وإيقاف دعم طهران العسكري للمليشيات الحوثية (في اليمن).ومن بين المطالب فتح إيران أبوابها والسماح لمفتشي الطاقة الذرية بالدخول إلى منشآتها، والكشف عن تفاصيل برنامجها النووي، وإيقاف إنتاج رؤوس صاروخية. وتوعد وزير الخارجية مايك بومبيوم طهران بعقوبات اقتصادية لا مثيل لها، في حال لم تنفذ المطالب واستمرت بسياستها.وقال بومبيو إن نظام العقوبات الاقتصادية ضد إيران سيكون الأقوى من نوعه في التاريخ.وأضاف أن “على النظام الإيراني أن يعلم أن هذه مجرد بداية، وأن العقوبات ستزداد شدة ما لم يغير سلوكياته”، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تسمح لطهران بالسيطرة على الشرق الأوسط.
لكن إيران -في حينها- رفضت المطالب الأميركية، وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن حضور إيران في العراق وسوريا سيستمر لأنه تم بالتنسيق مع حكومتي بغداد ودمشق لمحاربة ما سماه الإرهاب. ونقل مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز عن شمخاني قوله إن بلاده ستواصل دعمها ما وصفه بمحور المقاومة في وجه الجرائم الإسرائيلية.وأكد شمخاني أن الإستراتيجية التي كشف عنها بومبيو لن تؤدي إلى تغيير في سياسات إيران بالمنطقة ولا على مستوى العالم.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني بادر برفض المطالب التي وردت في كلمة وزير الخارجية الأميركي، وقال إن من غير المقبول أن تحدد أميركا لإيران ودول العالم ما الذي يجب عليها فعله، مؤكدا أن طهران ستواصل سياستها بدعم من الشعب الإيراني.وقالت الخارجية الايرانية إن إستراتيجية بومبيو تقوم على ما وصفتها بحزمة أكاذيب، في حين قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن سياسة واشنطن خلال السنوات الماضية فشلت في إضعاف البنية الدفاعية والاقتصادية لإيران.
وحدة الدراسات الايرانية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية