طهران – يترقب الإيرانيون بقلق بدء سريان حزمة العقوبات الأميركية الجديدة بعد ثلاثة أيام والتي قد تدخل البلاد في طور لم تشهده من قبل عبر انفجار شعبي غير مسبوق ضد النظام.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن ما اعتبره الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات لم يشهد التاريخ مثيلها من قبل، هو تماما ما تتخوف منه الأوساط الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك المناصرة لنظام الولي الفقيه أو تلك المنتفعة من امتيازات يوفرها لها.
ولفت مراقبون إلى أن تصريحات رئيس الجمهورية الأسبق محمد خاتمي حول التداعيات الموجعة للعقوبات المقبلة، واعتراف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بقسوة العقوبات على الاقتصاد الإيراني، يعبران عن بداية تعامل الواجهات القديمة والحديثة للنظام الإيراني مع الاستحقاق الجديد، وبداية استعداد نظام طهران لاتخاذ قرارات مفصلية باتجاه إيجاد المخارج بما في ذلك العودة إلى طاولة التفاوض على النحو الذي يطالب به الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن طهران تحاول أن تشتري الوقت وتعول على نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة في السادس من الشهر الحالي علها تغير شيئا في مقاربة الإدارة الأميركية للشأن الإيراني، إلا أن المراقبين رصدوا تبدلا في المزاج الدولي العام لصالح الالتزام بالعقوبات الأميركية، بما في ذلك التوقف عن شراء النفط من إيران.
ورأى خبراء في الشؤون الدولية أن الالتزام الدولي العام يعبر عن رغبة دولية لدى كافة العواصم في تغيير نهج النظام الإيراني في مقاربة العلاقات الدولية.
وأكد هؤلاء أن الصين وروسيا واليابان ودول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال والتي لا تتحفظ على مسألة انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات ضد إيران، تشارك الولايات المتحدة قلقها المتعلق بمستقبل البرنامج النووي وطبيعة البرنامج الصاروخي وأجندات إيران داخل الشرق الأوسط.
ولفت خبراء في الشؤون الأوروبية إلى أن أجهزة المخابرات التابعة للعديد من دول الاتحاد الأوروبي رصدت تصاعد الأنشطة الإرهابية الإيرانية في أوروبا، وأن النرويج والدنمارك كما ألمانيا وهولندا وبلجيكا وفرنسا قبل ذلك، نجحت في إحباط عمليات إجرامية كانت ستجرى فوق الأراضي الأوروبية.
وأضاف هؤلاء أن الموقف الأوروبي الداعم للاتفاق النووي والباحث عن آليات مالية لمواصلة التبادل التجاري مع إيران، يتعرض للنقد من قبل مؤسسات الأمن والدبلوماسية، وأن الاتحاد الأوروبي قد يتخذ مواقف عقابية ستقترب من الموقف الأميركي من إيران.
وخلص دبلوماسيون غربيون إلى أن التحرك الغربي بات منسقا لسحب ورقة اليمن من يد طهران، كما أنه موحد في عملية إخراج النفوذ الإيراني من سوريا، بما سيرفع الضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية على إيران خلال الأشهر المقبلة.
العرب