«الحرس الثوري» يهدد «المصالح العسكرية» الأميركية

«الحرس الثوري» يهدد «المصالح العسكرية» الأميركية

انتهزت إيران الذكرى الـ 39 لاحتلال السفارة الأميركية، من أجل تحدي رزمة ثانية من العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن ويبدأ تطبيقها اليوم. وتباهت طهران بقدرتها على «تهديد المصالح العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة»، منبّهة إلى أن «حاملات طائراتها في مرمى الصواريخ (الإيرانية) الدقيقة».

وذكّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باحتجاز إيران «أكثر من 50 من زملائنا رهائن»، بعد اقتحام السفارة. وشدد على أن «شجاعتهم وعزيمتهم خلال 444 يوماً في الأسر تؤكدان التزامنا إرغام إيران على تخلٍ دائم عن نشاطاتها الخارجة عن القانون».

ودافع بومبيو عن إعادة فرض العقوبات على طهران، ومنح إدارة الرئيس دونالد ترامب 8 دول إعفاءات لتواصل استيراد نفط إيراني. ولفت إلى أن الدول الثماني التي ستُعرّف اليوم «تحتاج مزيداً من الوقت» لتنهي تلك الواردات، علماً انه لم يستبعد تمديد الإعفاءات بعد الأشهر الستة المحددة مبدئياً. وشدد على أن للعقوبات الجديدة «تأثيراً هائلاً»، مؤكداً أن سياسة ترامب المتمثلة في ممارسة «أقصى ضغط ستُنفَذ بالكامل» بدءاً من اليوم. وأعرب بومبيو عن ثقته بأن إيران لن تستأنف برنامجها الذري، علماً أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

في طهران ومدن أخرى إيرانية، نُظمت مسيرات في ذكرى احتلال السفارة الأميركية واحتجاز 52 ديبلوماسياً رهائن لمدة 444 يوماً. وأحرق آلاف من الطلاب أعلاماً أميركية ومجسّماً للعمّ سام وصوراً لترامب، خارج مجمّع السفارة، وهتفوا «الموت لأميركا».

وخاطب قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري المشاركين في مسيرة العاصمة، قائلاً: «لو بقي الأميركيون في وكر تجسّسهم (السفارة) في إيران، لما بلغت الثورة سنتها الـ 40 ولكانت انتهت خلال عقدها الأول». ولفت إلى أن واشنطن «تعاونت عام 1979 مع جهات داخلية، للتآمر على الثورة بعد انتصارها، وكانت تخطط لدفعها نحو الانهيار».

واعتبر أن «العالم يرى تراجع قوة أميركا»، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عمّمت أخيراً على وحداتها العسكرية «الامتناع عن نشر أخبار عن القدرات العسكرية الإيرانية، تفادياً لانهيار معنويات القوات الأميركية».

وتعهد جعفري «إلحاق هزيمة بالسلاح الأخير الذي يلوّح به العدو – الحرب الاقتصادية، عبر المقاومة»، وخاطب ترامب قائلاً: «لا تهدد إيران».

أما الجنرال حسين سلامي، نائب جعفري، فرأى أن «أميركا تحلم بإسقاط النظام في ايران»، مضيفاً أن «العالم بات في مواجهة البيت الأبيض».

وتحدث عن «إنجازات مدهشة» حققتها طهران بعد الثورة، مؤكداً أنها «قادرة على تهديد المصالح الأساسية العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة». وتابع: «أميركا لم تعد تهيمن على منطقة الخليج، وحاملات طائراتها في مرمى صواريخنا الدقيقة، ومعداتها العسكرية قديمة».

وهدد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني بأن مواطنيه «سيجعلون مجرمي البيت الأبيض يندمون»، معتبراً أن الثورة عام 1979 «قلبت معادلات المنطقة».

وردّد نواب خلال جلسة للبرلمان أمس شعار «الموت لأميركا»، لكنهم رفضوا اقتراحاً بتشكيل لجنة خاصة لمواجهة العقوبات الأميركية.

ورفض مجلس صيانة الدستور أمس مشروع قانون أقرّه البرلمان، يتيح انضمام إيران إلى معاهدة دولية لمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، مسجلاً 20 اعتراضاً عليه.

وأدرج علي سعيدي، رئيس المكتب العقائدي السياسي للمرشد علي خامنئي، إيران في مصاف «القوى الأربع المميزة في العالم»، لافتاً إلى أنها «تقف إلى جانب روسيا والصين في مواجهة أميركا وأطماعها».

الحياة