يخطئ العديد من كبار أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركييْن كثيرا في أحاديثهم الخاصة -عقب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس- إن ظنوا أن الرئيس دونالد ترامب بدا مقبلاً على انتخابات الرئاسة عام 2020 من موقف قوة نسبية.
هكذا استهل الصحفيان الأميركيان جيم فانديهي ومايك ألين مقالهما المشترك بموقع أكسيوس الإخباري. وشددا على أن كل التطورات العامة بالمشهد السياسي تعمل ضد ترامب وحزبه الجمهوري، استنادا إلى العوامل التي تبدو خفية في بعض الأحيان لكنها واضحة للعيان.
وفيما يلي ثلاثة من العوامل التي يجب أن تؤرق ترامب والحزب الجمهوري -على حد تعبير فانديهي وألين- وهما من شاركا في تأسيس موقع أكسيوس:
عوامل تؤرق ترامب
1 – إن نتائج الانتخابات النصفية التي جرت مؤخرا جاءت بمثابة مؤشر رئيسي مقلق لترامب. فهو سيواجه صعوبات بولايات الغرب الأوسط وويسكونسن، أما ولايات الجنوب بتعداد سكانها من ذوي الأصول اللاتينية المتزايد فتميل رويدا رويدا نحو الحزب الديمقراطي.
2- يواجه الرئيس وحزبه العامين القادمين تحقيقات تحظى باهتمام الرأي العام في الولايات المتحدة، تتولاها ثلاث جهات مختلفة وخطيرة يمثلها المحقق الخاص روبرت مولر، وولاية نيويورك والكونغرس.
3- إن الفترة اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي طال أمدها، وربما يحدث ركود في أسوأ وقت ممكن بالنسبة لترامب وتحديدا في خضم السباق الرئاسي.
إستراتيجية الرجل الأبيض
ويرى الكاتبان أن ترامب جعل حزبه حبيس “إستراتيجية الرجل الأبيض” مستغلاً الحشود الجماهيرية قبيل الانتخابات النصفية لإشاعة الخوف من المهاجرين والتغيير. غير أن أعداد الرجال البيض في تناقص مستمر.
ويبدو هذا التحول الديمغرافي جليا بولايات أريزونا وفلوريدا وجورجيا وتكساس حيث جاءت نتائج الانتخابات متقاربة أكثر مما كان متوقعا، والتي تحمل في طياتها نذر شؤم لترامب بانتخابات 2020 الرئاسية. فكل تلك الولايات شهدت ارتفاعا في أعداد السكان اللاتينيين الذين يميلون أكثر ناحية الديمقراطيين.
وقد يُمنى ترامب بخسارة سهلة في بنسلفانيا عام 2020، وكذا في ويسكونسن وميتشيغان. وتأسيسا على ذلك، فإن مسار ترامب نحو انتخابات 2020 يبدو شائكا في أفضل الأحوال.
مشاكل معقدة
أما فيما يتعلق بالتحقيقات بشأن مزاعم التدخل الروسي بانتخابات الرئاسة السابقة، فإن ترامب سيجد نفسه مضطرا لخوض غمارها بعدد ضئيل من المساعدين وفريق قانوني غير تقليدي، في مواجهة مجلس نواب يسيطر عليه الديمقراطيون الذين يتمتعون بسلطة استدعاء الشهود، إلى جانب العديد من المحققين الاتحاديين.
ونقل الصحفيان فانديهي وألين عن مصادر –لم يفصحا عن هوياتها- أن المحقق الخاص أبلغهما أنه يجلس على كنز هائل من الشهادات والأدلة والتي تنطوي على مشاكل معقدة لترامب.
المصدر : الصحافة الأميركية