عرض روسي لواشنطن: تخفيف العقوبات على إيران مقابل انسحابها من سوريا

عرض روسي لواشنطن: تخفيف العقوبات على إيران مقابل انسحابها من سوريا

دمشق – كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن روسيا عرضت تخفيف العقوبات الأميركية على إيران، مقابل انسحاب قواتها من سوريا. وتجرى منذ أشهر لقاءات عدة بين مسؤولين روس وأميركيين لبحث سُبل تحقيق تسوية سياسية في سوريا والتي تربطها واشنطن بخروج إيران من هذا البلد.

وسبق وأن عرض الرئيس فلاديمير بوتين المساهمة في حوار بين واشنطن وطهران ودمشق لبحث هذه المسألة، مشيرا إلى أن بلاده لا تملك الكلمة الفصل في هذا الملف. ويقول دبلوماسيون غربيون إن اللقاءات الأميركية الروسية لم تخلُ من طرح أفكار من شأنها أن تُنهي الوجود الإيراني الذي لا يشكّل فقط تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة، بل وأيضا لروسيا على الأمد البعيد.

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن ثلاثة أعضاء في الكنيست (البرلمان) قولهم إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أكد لأعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، الاثنين الماضي “أن الروس عرضوا تخفيف العقوبات الأميركية على إيران مقابل انسحاب القوات الإيرانية من سوريا”.

وكان لقاء نتنياهو مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مغلقا ولم يسمح للصحافة بحضوره. وتطالب إسرائيل بإنهاء ما تسميه “التموضع العسكري الإيراني في سوريا”، فيما أكد الجيش الإسرائيلي تنفيذه العشرات من الهجمات الجوية على أهداف إيرانية في سوريا.

وقالت القناة الإسرائيلية “حتى يومنا هذا، حاول الروس كبح النشاط الإيراني في سوريا والتوصل إلى تفاهمات مع الإيرانيين حول المناطق التي سيسحبوا منها قواتهم، ومن ناحية أخرى، قال الروس بانتظام إن الوجود الإيراني في سوريا مشروع”.

واستدركت “هذه هي المرة الأولى التي يقدّم فيها الروس اقتراحا للإقصاء التام للإيرانيين من سوريا، وربطه بالعقوبات الأميركية المفروضة على إيران في ضوء انسحاب حكومة ترامب من الاتفاقية النووية”. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن خلال الأشهر الماضية تجديد العقوبات على إيران، بعد إعلانه الانسحاب من الاتفاق النووي. وصعّدت إدارة دونالد ترامب من العقوبات الشهر الجاري والتي استهدفت قطاع النفط الحيوي بالنسبة للاقتصاد الإيراني.

ويرى مراقبون أن إيران قد تجد نفسها مضطرة للقبول بالعرض حيث أنها لن تستطيع مجاراة نسق العقوبات الأميركية، وإن كان ذلك لا يعني أنها ستتخلى كليا عمّا حققته في سوريا، وقد تراهن على تعزيز قوتها الناعمة في هذا البلد، فضلا عن أن هناك إقرارا دوليا ببقاء حليفها الأسد في الحكم. وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني قد أعلن هذا الشهر أن بلاده لا تملك خططا للبقاء في سوريا لفترة طويلة، فيما بدا أنه يريد ترك الباب مواربا أمام مفاوضات حول هذه المسألة.

إيران قد تجد نفسها مضطرة للقبول بالعرض الروسي حيث أنها لن تستطيع مجاراة نسق العقوبات الأميركية المتصاعدة ضدها

والتقى نتنياهو في العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن المحطة الإسرائيلية قالت “ليس من الواضح ما إذا كان الاقتراح الروسي قد نقل إلى إسرائيل في محادثة بين نتنياهو وبوتين في باريس الأسبوع الماضي، ومع ذلك، تشير ملاحظاته إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأن هذا هو ما جرى فعلا”.

وقال نتنياهو في الاجتماع “إن روسيا وحدها لا تستطيع إزالة القوات الإيرانية من سوريا، وتحتاج إلى التعاون مع الدول الأخرى من أجل إيجاد حل للقضية”.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن نتنياهو تصريحه في اللقاء مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أن روسيا والولايات المتحدة “تتفاوضان حاليًا على طرق للحد من نفوذ إيران في سوريا، بما في ذلك فكرة التوصل إلى اتفاق لتخفيف العقوبات مقابل مغادرة الإيرانيين لسوريا”.

وذكرت القناة “لاحظ نتنياهو أن لقاءً أخيرًا بين الأميركيين والروس قد جرى في الثامن من نوفمبر في فيينا، بين المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري وكبار المسئولين الروس”. وأضافت “في 5 نوفمبر، أي قبل 3 أيام من الاجتماع في فيينا، عقد نتنياهو مع جيفري محادثة طويلة في إسرائيل وناقش معه الاتصالات الأميركية -الروسية حول هذا الموضوع”.

وشدد جيمس جيفري الثلاثاء أن على القوات الأجنبية وفي مقدمتها إيران الخروج من سوريا مستثنيا روسيا التي قال إنها تملك وجودا عسكريا قبل اندلاع الأزمة في 2011.

وأوضح جيفري أنه ينبغي أن يكون رحيل إيران وعناصرها أحد نتائج التسوية السياسية في سوريا. ولا يعرف بعد ما إذا كان العرض الروسي قد يلاقي ترحيبا من قبل إدارة ترامب التي تعتبر أن من الأسباب الرئيسية التي دفعتها لفرض عقوبات على إيران هو نشاطاتها في المنطقة.

ولفتت قناة العاشرة الإسرائيلية إلى أنه خلال اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن طلب أعضاء الكنيست من نتنياهو التوضيح ما إذا كانت إسرائيل قد أعربت عن رأيها بشأن الاقتراح الروسي، فرد إنه في هذه المرحلة هذه ليست سوى فكرة لم يتم بعد تحديد أي موقف منها.

العرب