لندن تلقي بكل ثقلها لمنع انهيار الهدنة في الحديدة

لندن تلقي بكل ثقلها لمنع انهيار الهدنة في الحديدة

عدن – كشفت مصادر سياسية يمنية عن تحركات بريطانية مكثفة في العاصمة السعودية الرياض تتزامن مع زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، مشيرة إلى أن لندن تلقي بكل ثقلها لمنع انهيار الهدنة في الحديدة والسعي لإيجاد تسوية جزئية حول إدارة الميناء الذي تقترح بعض الدول في مجلس الأمن أن يتم تسليم إدارته للأمم المتحدة.

وأضافت المصادر أن فريقا عسكريا بريطانيا التقى قيادات عسكرية بارزة في الجيش اليمني، وأنه تم بحث آلية دائمة لتثبيت الهدنة في الحديدة والنقاش حول ملامح عامة لفك الاشتباك في المدينة التي باتت القوات المشتركة والحوثيون يتقاسمان أحياءها.

ويواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مشاوراته في العاصمة السعودية الرياض مع مسؤولين من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، لاستكشاف موقفهم من مبادرته بشأن الإشراف على ميناء الحديدة، فضلا عن مسعاه لعقد جولة جديدة من المشاورات بالسويد في ديسمبر القادم.

وبدأ المبعوث الدولي لقاءاته في العاصمة السعودية باجتماع مع نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”.

وتناول اللقاء “سبل تعزيز فرص السلام وترتيبات أي جولة قادمة وموقف الشرعية الداعم لإجرائه”، واستعرضا “عددا من القضايا والمواضيع الهامة المرتبطة بعقد الجولة القادمة وتركيزها على جسور بناء الثقة”.

وأكد نائب الرئيس اليمني “الموقف الثابت للشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور رئيس الجمهورية نحو خيار السلام الدائم”.

وبحسب مصدر حكومي سعودي، من المقرر أن يلتقي غريفيث في السعودية أيضا الرئيس اليمني ووزير خارجيته خالد اليماني.

وكان معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، شدد في تصريح سابق لـ”العرب” على رفض أي خطة تهدف إلى تسليم إدارة ميناء الحديدة لطرف ثالث، وأنه يجب أن تعود مدينة الحديدة وميناؤها تحت سيادة الحكومة المعترف بها دوليا.

وتزامن بدء زيارة غريفيث للرياض مع عودة الهدوء إلى جبهات القتال في مدينة الحديدة بعد اشتباكات متقطعة الأحد.

وشكك مراقبون سياسيون في جدية الموافقة الحوثية على تسليم الميناء للأمم المتحدة، بحسب ما تسرب من نتائج اللقاء الذي جمع بين بدرالدين الحوثي، زعيم الجماعة الحوثية، وغريفيث الجمعة في صنعاء، مؤكدين أن الحوثيين سبق وقدموا عروضا مشابهة بهدف استغلال عامل الوقت، لكنهم سرعان ما تراجعوا عن موافقتهم في وقت لاحق.

وتتمحور جهود غريفيث، وفقا لمصادر “العرب”، حول دفع الفرقاء اليمنيين إلى الجلوس على مائدة المشاورات القادمة والتوافق على مبادئ عامة لبناء الثقة، من بينها تطبيع الوضع الاقتصادي والمالي وتوحيد البنك المركزي وإعادة صرف الرواتب، إضافة إلى البدء بتنفيذ عملية واسعة لإطلاق الأسرى والمعتقلين من الجانبين.

ولفتت المصادر إلى أن أقصى ما يطمح المبعوث الأممي في التوصل إليه في مشاورات السويد القادمة إقرار خطوات لبناء الثقة وتثبيت وقف إطلاق النار في الحديدة كمرحلة أولى للتوافق على خطة شاملة حول إدارة الميناء والمدينة التي ألمح غريفيث في تصريح صحافي له أثناء زيارة الحديدة إلى إمكانية أن تتولى إداراتها الأمم المتحدة.

ووفقا لمصادر دبلوماسية يسعى المبعوث الأممي ومن خلفه بريطانيا التي باتت فاعلا أساسيا في الملف اليمني للخروج بحل جزئي لمحافظة الحديدة يمكن تعميمه في مراحل تالية على مختلف مناطق الصراع المشتعلة في اليمن، وهي الرؤية التي تهدف إلى الالتفاف على تعقيدات الملف اليمني عبر تفكيك أدوات الحرب والصراع.

وتبدي قيادات الحكومة اليمنية مخاوفها من أن تمنح الهدنة التي تشهدها الحديدة الميليشيات الحوثية الفرصة لإعادة التموضع في المدينة والاستمرار في تفخيخ المنشآت ووضع العراقيل التي قد تطيل من أمد المعركة في حال فشلت مشاورات السويد، وهو الأمر الذي سيضاعف من التكلفة البشرية والمادية لتحرير المدينة.

وقال مسؤول حكومي يمني، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح لـ”العرب” إن التحركات الأخيرة لغريفيث في صنعاء والحديدة والرياض تسعى في المقام الأول لإنقاذ الميليشيات الحوثية والحيلولة دون سيطرة القوات الحكومية على ميناء الحديدة.

وحمل المتحدث باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمر صحافي بالرياض المتمردين مسؤولية عرقلة جهود الحل السياسي، قائلا إن “الجهود مستمرة بخصوص مفاوضات سلام في السويد رغم مساعي الحوثيين لعرقلتها”.

العرب