اوضحنا في مقالات سابقة الأسلوب والمنهج العلمي، الذي تتبعه قيادات تنظيم “الدولة الاسلامية” في رعايتها واهتمامها بالشباب، بغية اعدادهم فكريا وجسديا ليكونوا في خدمة اهداف التنظيم ووسيلة لتحقيق غاياته، وما تنطوي عليه العمل التعبوي من ركائز وأسس رصينة، ترسخ انتمائهم العقائدي الذي يتوج بالاندفاع والقوة والتفاني في اداء المهمات، والذي يتعزز بالحصانة البدنية والفكرية و يتم عبر الاتي:
1.الاهتمام بالطاقات العلمية من خريجي الكليات ذات الاختصاصات الفيزيائية والكيميائية، وتوظيف علمهم ومبادى دراستهم في تعزيز الجانب العلمي في حركة ومسار مواجهة اعداء التنظيم، وترسيخ علومهم في خدمة نهجه.
2.الافادة من جهود وافكار الشباب الذي أمن بنهجهم، وتوظيفها خدمة لمبادئ التنظيم والترويج له، وخاصة في مجال الكمبيوتر والانترنيت وتوظيف قابلياتهم وابداعاتهم في عملية التواصل الاجتماعي مع جميع المواقع الالكترونية بما يخدم أهداف وتوجهات التنظيم
- تسخير مؤيديه من الشباب الحاصل على شهادات علمية في اختصاصات في علوم المعرفة واللغة والعلوم الشرعية والدينية، لتقوية الجانب الفكري لدى أتباعه من الشباب وترصين افكارهم العقائدية مع ملازمتهم لتعزيز اواصر انتمائهم بالتنظيم .
4.ايلاء الاهتمام وتقديم الدعم والرعاية لخريجي كليات الطب والصيدلية، ممن تمكنوا من التأثير عليهم، واقناعهم بان عمل التنظيم انما يأتي خدمة للمجتمع وارساء لدعائم العدالة والمساواة فيه، إذ يعد خريجو هذه الكليات أداة مهمة في ادامة زخم المعارك بمعالجة المقاتلين وتقديم الاسعافات الاولية لهم عند اشتداد المعارك.
5.يتم استخدام الشباب المؤهل علميا، والذي أصبح ضمن حاضنات التنظيم ما يمنح اندفاعا للشباب الاخرين بالعمل والانخراط في مؤسسات التنظيم، وتقديم الاغراءات المالية للشباب المتعلم من خريجي الكليات والمعاهد العلمية والطبية على شكل رواتب مالية أو دفعات مالية.
6.زج عدد من هؤلاء الشباب المتعلم في الاجهزة الامنية والاستخبارية التابعة للتنظيم، وتوظيف جهودهم في تكنولوجيا الاتصالات ذات الصلة بالعمليات الامنية الموكلة بالأجهزة المرتبطة بالتنظيم.
7.توظيف عدد من خريجي الجامعات والمعاهد ممن يعتبرون من حواضن التنظيم في الدواوين التابعة لهم، كديوان الحسبة مثلا حيث يختص بأمور حسابية ونقدية واقتصادية تتعلق بأموال التنظيم وادارتها على نحو علمي، فمثلا تم الاستفادة من عدد من خريجي كليات الادارة والاقتصاد في العمل معهم، وكذلك الحال في الدواوين والوظائف المشابهة التابعة لتنظيم الدولة الاسلامية.
8.احتواء الشباب المتعلم، ومحاولة تشخيص الافضل منهم، من قبل قيادات التنظيم من المكلفين بالتحرك عليهم، واختيار من يستطيعون العمل للتواصل معهم، ضمن آلية واستراتيجية علمية ومبدئية قائمة على تعزيز تواجد التنظيم في المجتمع الذي يتحكم به.
ان نجاح تنظيم الدولة الاسلامية في احتواء هذه الكفاءات العلمية ودعمها واسنادها وتعزيز دورها في المجتمع، وتهيئة جميع المستلزمات المالية والادارية لتحسين ادائها، انما يأتي ضمن خطة شاملة ومدروسة تعزز بقاء وهيمنة التنظيم على المناطق والاماكن التي استطاع مقاتلي التنظيم السيطرة عليها، واعطاء اشارة للأخرين بالاستمرار والبقاء والدفاع عن ما تحقق من انجازات على الأرض.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية