طهران – توقع الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت “طوفانا” من المخدرات واللاجئين والهجمات على الغرب إذا أضعفت العقوبات الأمريكية قدرة إيران على احتواء هذه المشكلات.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء “أحذر من يفرضون هذه العقوبات من أنه إذا تأثرت قدرة إيران على مكافحة المخدرات والإرهاب… فلن تكونوا في مأمن من طوفان المخدرات والساعين للجوء والقنابل والإرهاب”.
من ناحية أخرى، نقل عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله إن الولايات المتحدة تبيع أسلحة للشرق الأوسط بما يزيد عن احتياجات المنطقة مما يحولها إلى “برميل بارود”.
وقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو الانسحاب من الاتفاق النووي متعدد الأطراف مع إيران وأعاد فرض العقوبات على قطاعها النفطي الحيوي الشهر الماضي.
وقال روحاني في خطاب متلفز إن “العقوبات الأميركية غير المنصفة وغير القانونية بحق دولة إيران استهدفت بلدنا في مثال واضح على الإرهاب”.
وأضاف أن “الإرهاب الاقتصادي مصمم لنشر حالة ذعر في اقتصاد بلد ما وخوف في بلدان أخرى لمنع الاستثمار في البلد المستهدف”.
وأدلى روحاني بتصريحاته في مؤتمر عن الإرهاب والتعاون الإقليمي حضره رؤساء برلمانات من أفغانستان والصين وباكستان وروسيا وتركيا.
وقال الرئيس الإيراني “نواجه هجوما شاملا لا يهدد فقط استقلالنا وهويتنا بل يهدف كذلك لضرب علاقاتنا التاريخية”.
وأشار روحاني إلى وجه الشبه بين العقوبات المفروضة على بلاده والضغوط الأميركية التي تواجهها الدول الحاضرة في المؤتمر.
وقال “عندما يضغطون على التجارة الصينية نتضرر جميعا (…) عبر معاقبة تركيا، نعاقب جميعا. كلما هددوا روسيا، نعتبر أن أمننا في خطر”.
وأضاف “عندما يفرضون عقوبات على إيران، يحرموننا جميعا من فوائد التجارة الدولية وأمن الطاقة والتنمية المستدامة. والواقع أنهم يفرضون عقوبات على الجميع”.
وتابع “نحن هنا لنقول إننا لا ننوي تحمل هذا النوع من الغطرسة”.
ونبه روحاني أوروبا التي عارضت بشدة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الى أن مسائل كثيرة على المحك في جهودها للالتفاف على العقوبات الأميركية والاستمرار في التجارة مع إيران.
وقال “عليهم أن يعرفوا أنهم عبر فرض عقوبات على إيران، سيضرون بقدرتنا على مكافحة المخدرات والإرهاب”، في إشارة إلى جهود طهران لمكافحة التهريب وخصوصا من أفغانستان.
والمؤتمر الذي تستضيفه طهران هو ثاني اجتماع إقليمي يعقد لمناقشة الإرهاب. وعقد الأول في كانون الأول/ديسمبر في إسلام أباد.
ويمثل تهريب المخدرات تحديا كبيرا أمام إيران إذ تقع على الحدود مع أفغانستان، أكبر منتج للأفيون في العالم، وكذلك مع باكستان التي تعد دولة رئيسية تمر من خلالها المخدرات.
وأظهر تقرير للأمم المتحدة عام 2014 أن الفضل يرجع لإيران في ثلثي ضبطيات الأفيون وربع ضبطيات الهيروين والمورفين على مستوى العالم في 2012.
وحذر ظريف من مخاطر صفقات السلاح الأميركية الكبيرة في الشرق الأوسط حيث تعد السعودية، المنافس الإقليمي لإيران، من كبار مشتري الأسلحة من الغرب.
ونسبت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن ظريف قوله “حول الأمريكيون المنطقة إلى برميل بارود. إن مستوى مبيعات السلاح الأمريكية غير معقول ويتجاوز كثيرا الاحتياجات الإقليمية ويشير هذا إلى السياسات شديدة الخطورة التي يتبعها الأمريكيون”.
العرب