لندن – قال عضو في البرلمان البريطاني إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي أبلغت النواب المحافظين بأنها لن تقودهم في الانتخابات العامة المقبلة. وكانت ماي تتحدث قبل اقتراع على سحب الثقة منها والذي لقيت خلاله دعما من أغلب أعضاء البرلمان المحافظين.
وقبيل صدور نتائج عملية التصويت على حجب الثقة عن تيريزا ماي، كشفت وسائل الإعلام البريطانية أن أغلب أعضاء البرلمان المحافظين سيدعمون رئيسة الوزراء تيريزا ماي في التصويت على حجب الثقة.
وإلى حدود مساء أمس الأربعاء، وقبيل طبع الصحيفة، ذكرت التقارير أن ماي ستفوز بالتصويت بعد أن تعهد 158 نائبا محافظا؛ أكثر من 50 بالمئة ممن يحق لهم التصويت، بدعمها.
وتوضح المؤشرات السياسية إلى حدود قبل ساعات من التصويت، أن تيريزا ماي قد تنجو في التصويت على إقالتها، لكنها قد تستقيل بعد أيام. ويستذكر البريطانيون كيف أن رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر نجت في التصويت على إقالتها، لكنها استقالت بعد ثلاثة أيام.
بنبرة حادة تعهّدت ماي قبيل عملية التصويت، بمواجهة مساعي حزبها المحافظ للإطاحة بها بسبب اتفاق البريكست، مشدّدة “بكل ما أوتيت من قوة”.
وواجهت ماي تصويتا بحجب الثقة أطلقه التيار المناهض للاتحاد الأوروبي في حزبها المحافظ، ما أدخلها في أسوأ أزمة واجهتها منذ توليها منصبها. وقالت “إن انهماكنا في تمزيق بعضنا إربا إربا، لن يؤدي سوى إلى المزيد من الانقسامات. أنا على أهبة الاستعداد لإنهاء المهمة”.
وفي خسارة ماي الثقة، فستجرى انتخابات لاختيار قائد جديد للمحافظين خلال الأسابيع المقبلة وسيصبح رئيس وزراء بريطانيا الجديد تلقائيا. وفي نجاحها، فستصبح بمنأى عن أي تحدّ داخل حزبها لمدة سنة.
وهدد مؤيدو البريكست بتقديم 48 رسالة من نواب البرلمان لكي يطرحوا مذكرة حجب الثقة احتجاجا على استراتيجية ماي بالإبقاء على العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي قوية بعد البريكست.
وبعد دقائق من إعلان المذكرة، سارع عدد من كبار الوزراء إلى دعم ماي ومن بينهم العديد ممن يمكن أن يخلفوها في منصبها. وقال ساجد جاويد وزير الداخلية “آخر ما يحتاجه بلدنا الآن هو إجراء انتخابات لاختيار قيادة جديدة لحزب المحافظين”. وكتب على حسابه إن “تحدي ماي سيبدو أنانيا وخاطئا، لكن رئيسة الوزراء تحظى بتأييدي الكامل، وهي الأفضل لضمان مغادرتنا الاتحاد الأوروبي”.
ولكن النائب جاكوب ريس-موغ، المؤيد البارز للبريكست، قال إن “الوقت حان لاستقالة ماي”.وواجهت ماي هذه الأنباء في وقت متأخر من الثلاثاء بعد عودتها من جولة على بعض العواصم الأوروبية في محاولة لإنقاذ الصفقة بعد أن هاجم أعضاء البرلمان البند المتصل بقضية الحدود الأيرلندية.
وكانت قد وعدت النواب عندما أجلت التصويت على الاتفاق بأنها ستسعى للحصول على “تطمينات” بشأن المخاوف مما يسمى خطة “شبكة الأمان” للحفاظ على الحدود مع أيرلندا مفتوحة بعد البريكست.
ويخشى النواب المحافظون والحزب الوحدوي الديمقراطي الأيرلندي من أن يتحول هذا الترتيب المؤقت بشأن الحدود الأيرلندية مع الاتحاد الأوروبي إلى حل دائم. ولقيت ماي تعاطفا من شركائها الأوروبيين الذين رفضوا رفضا قاطعا أي محاولة لإعادة التفاوض حول الاتفاق الذي وافق عليه قادة الاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي عقب مفاوضات مضنية.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد يوم من اجتماعها مع ماي “ما زلت آمل في خروج منظم” لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأبلغت ماي الاثنين النواب بتأجيل التصويت على الاتفاق الذي كان مقررا الثلاثاء إلى 21 يناير. إلا أن النواب يخشون أن يتم تأجيل التصويت مرة أخرى.
واتهم زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن ماي الأربعاء بـ”ازدراء البرلمان”. وقال غاضبا “من غير المسموح به أن تكون هناك أعذار أخرى، أو هروب جديد، ضعي (الاتفاق) أمام البرلمان ودعينا نصوت”.
العرب