بيروت – اعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن عقدتين مهمتين ما زالتا تواجهان تشكيل الحكومة اللبنانية وذلك على الرغم من تفاؤل وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل بذلك.
وقال باسيل إن لبنان سيشكل حكومة جديدة حتما رغم العقبات.
وأضاف أن الشراكة بين الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، إلى جانب التوافق الوطني، “ستقود حتما إلى تشكيل حكومة جديدة رغم كل العقبات”.
وأوضحت هذه المصادر أن العقدة الأولى تتمثل في توزير سنّي موال لحزب الله وذلك من حصة رئيس الجمهورية. وذكرت أن سعد الحريري لا يزال حتّى الآن يرفض بشكل قاطع توزير أي سنّي تابع لحزب الله على حساب حصته في الحكومة.
أمّا العقدة الثانية فتتمثل في إصرار حزب الله على ألا يكون لجبران باسيل الذي يتزعم “تيار التغيير والإصلاح” ما يسمّى بـ”الثلث المعطل” في الحكومة. وهذا يعني أن يكون باسيل قادرا على إسقاط الحكومة ساعة يشاء وذلك عندما يستقيل ثلث الأعضاء زائدا واحدا.
وأكدت المصادر أن الحريري يرفض، إلى الآن، أي مسّ بحصته في الحكومة التي تضمّ ستة وزراء سنّة بمن فيهم رئيس الوزراء، وهو مستعد لإعطاء وزير سنّي محسوب على حزب الله، شرط ألا يكون هذا الوزير شخصية استفزازية من جهة وأن يحسب على حصّة رئيس الجمهورية من جهة أخرى.
وأشارت إلى أن حزب الله يرفض أن يكون “الثلث المعطّل” في الحكومة لأحد غيره نظرا إلى أن لديه طموحات كبيرة على الصعيد اللبناني من بينها أن تكون الحكومة، أي حكومة، أسيرة سياساته ورهاناته الإقليمية.
وعبرت قيادات لبنانية عن تفاؤلها بأن تفضي المشاورات التي يقودها الرئيس عون إلى تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال عون، في بيان له الأربعاء، إن نتائج المشاورات “ستظهر خلال اليومين المقبلين بغية إعادة الأمور إلى استقامتها”.
من جهته، أعرب رئيس البرلمان نبيه بري، خلال لقائه الأسبوعي مع النواب، عن أمله بانتهاء المشاورات، التي يجريها عون، إلى تأليف الحكومة قريبا.
وقال إن الكثير من الأفكار تطرح على صعيد عدد أعضاء الحكومة لتوفير العناصر التي تساعد على ولادتها وتجاوز العقد التي تواجهها.
بدوره، أوضح رئيس الحكومة المكلف أن تشكيل الحكومة كان “يجب أن يحصل من قبل”.
وأضاف، في بيان له من لندن (حيث يشارك بمنتدى الأعمال والاستثمار اللبناني البريطاني)، “أنا جاهز والأسماء جاهزة وكذلك توزيع الحقائب، والجميع بات يعرف من أين يأتي التعطيل”، من دون تفصيل.
وأعرب عن أمله في أن “تتبلور الاتصالات (مشاورات عون) وتؤدي إلى نتائج إيجابية”.
وأوضح أنه لمس “نفحة إيجابية وسنبقى إيجابيين لما فيه مصلحة البلاد”.
بدوره، أكّد رئيس كتلة الوسط المستقل النائب نجيب ميقاتي، عقب لقاء بري في بيروت، أن “بري متفائل بحذر بشأن المشاورات التي يجريها عون”.
وقال ميقاتي “كفى صراعات ومحاصصة مذهبية وعلينا تشكيل حكومة تعمل بأسرع وقت ممكن في ظل الأوضاع الاقتصادية التي نمر بها”.
وبدأ عون أول أمس سلسلة مشاورات مع القوى السياسية في قصر الرئاسة من أجل العمل على تسريع وتيرة تشكيل الحكومة.
العرب