نجت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من اقتراع لحجب الثقة عن زعامتها لحزب المحافظين، وقالت عقب التصويت إنها ستمضي قدما في مهمة إنجاز عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) “من أجل الشعب البريطاني وبناء مستقبل أفضل للبلاد”.
وأشارت ماي في مؤتمر صحفي مقتضب إلى أنها ستسعى للحصول على ضمانات قانونية وسياسية من زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات الوضع الخاص للحدود بين إيرلندا العضو بالاتحاد وإقليم إيرلندا الشمالية البريطاني.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية قد حذرت قبل التصويت بساعات من أن تغيير القيادة في المرحلة الحالية ستكون له تداعيات سلبية على البلاد وعلى حزبها، لأن ذلك سيسلم -في اعتقادها- مقاليد السلطة للمعارضة.
وقد عارض سحب الثقة من ماي 200 من أعضاء الحزب في حين أيده 117. وقال المسؤول في حزب المحافظين غراهام برادي إن نواب الحزب جدّدوا ثقتهم في زعيمتهم بعدما فشل من وصفه بالجناح المتشدّد بالحزب في حشد الأكثرية اللازمة لحجب الثقة عنها.
ومع أنّ هذا التصويت أضعف ماي فإنه حصّنها لمدة عام على الأقل ضدّ أي تحدّ جديد قد تواجهه داخل حزبها.
والتصويت الذي أجراه نواب حزب المحافظين أطلقه ضدرئيسة الوزراء 48 نائبا من حزبها لحجب الثقة عنها، أي 15% من الكتلة، وهي العتبة المطلوبة لإجراء هذا التصويت.
وفور الإعلان عن نتيجة التصويت حقق الجنيه الإسترليني مكاسب كبيرة، إذ ارتفعت قيمته أمام الدولار بنسبة 1% تقريباً لتصل إلى 1.2597 دولار للجنيه الواحد.
وكانت ماي استبقت هذا التصويت لحشد الدعم لها بإعلانها عزمها الانسحاب من الحكم قبل الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2022. وكانت بحاجة إلى دعم 159 صوتا للفوز بأغلبية بسيطة.
وجاء طرح مذكرة حجب الثقة في ماي بناء على رسائل بهذا المعنى تقدّم بها عشرات من النواب المحافظين بعد قرار رئيسة الوزراء تأجيل التصويت على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي أقرّت بأنها ستخسره.
وبينما لم يعد هناك سوى أقل من أربعة أشهر على الموعد المقرر لخروج بريطانيا من التكتل يوم 29 مارس/آذار المقبل، أصبح الخروج في مهب الريح إذ لم يلق اتفاق الانسحاب الذي توصلت إليه ماي قبولا بين النواب البريطانيين بعدما هاجم أعضاء البرلمان البند المتصل بقضية الحدود الإيرلندية.
وقامت ماي يوم الثلاثاء بجولة أوروبية شملت برلين ولاهاي وبروكسل، أملا في الحصول على تنازلات من أوروبا، إلا أن القادة الأوروبيين أكدوا أنهم لن يعيدوا التفاوض على اتفاق الانسحاب، وأنهم في أحسن الأحوال سيقدمون إيضاحات للاتفاق للمساعدة في تمريره من البرلمان البريطاني.
ويخشى النواب المحافظون وحلفاء ماي في الحزب الوحدوي الديمقراطي الإيرلندي أن يتحول هذا الترتيب المؤقت بشأن الحدود الإيرلندية مع الاتحاد الأوروبي إلى حل دائم.
المصدر : الجزيرة + وكالات