نيويورك ـ دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأمم المتحدة الأربعاء إلى تشديد القيود على الصواريخ الإيرانية، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية تملك مئات الصواريخ التي حذر من أنها يمكن أن تضرب حلفاء بلاده، إلا أن قوى أخرى دعت إلى الحوار.
وشارك بومبيو في نيويورك في اجتماع مجلس الأمن بشأن إيران التي أكدت مؤخرا اجراء تجربة على صاروخ بالستي متوسط المدى وقالت إن ذلك أمر مشروع وضروري للدفاع عن نفسها.
وقال بومبيو أمام مجلس الأمن “نحن نخاطر بأمن شعبنا في حال استمرت إيران في تخزين الصواريخ البالستية”. وأضاف “نحن نخاطر بتصعيد العنف في المنطقة إذا فشلنا في استعادة الردع، ونخاطر بأن نوجه رسالة إلى كل اللاعبين الذين يشكلون ضررا بأنهم كذلك يستطيعون تحدي مجلس الأمن والإفلات من العقاب إذا لم نفعل شيئا”.
وأكد أن إيران تملك “مئات الصواريخ التي تشكل تهديداً لشركائنا في المنطقة” في إشارة إلى اسرائيل والدول العربية الحليفة مثل السعودية.
وقال إن الولايات المتحدة ستضغط من أجل إبقاء حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على إيران والمقرر أن ينتهي في 2020 وستدعو مجلس الأمن إلى بدء عمليات تفتيش في البحر لمنح شحن الأسلحة.
ودعا بومبيو إلى عودة الحظر المشدد على تطوير إيران صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية.
وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على إيران محور تركيزه، وانسحب من الاتفاق النووي الدولي المبرم مع طهران في 2015.
وفي تأكيد للمخاوف الأميركية، جاء في تقرير للأمم المتحدة تم تقديمه إلى مجلس الأمن أن الصواريخ التي أطلقها المتمردون الحوثيون في اليمن مؤخرا مصنوعة في إيران.
وتشن السعودية غارات جوية وتفرض حصارا على المتمردين ما أدى إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في اليمن.
ورد المبعوث الإيراني في مجلس الأمن اسحاق الحبيب معتبرا أن بومبيو يصوّر إيران على أنها تهديد ليبيع مزيدا من “الأسلحة الجميلة”، في استخدام ساخر لمنطق ترامب في دعم السعودية.
وقال “ما سمعناه اليوم هو سلسلة أخرى من الأكاذيب والتلفيقات والتضليل وتصريح خادع من الولايات المتحدة”.
ولا يزال حلفاء واشنطن من الدول الغربية يصرون على أن إيران لم تنتهك الاتفاق النووي، قائلين إن الانسحاب الأمريكي قد أثار “تحديات كبيرة”. وأعلنت أوروبا أنها ستواصل الالتزام بالاتفاق النووي.
ومع ذلك، اتفقت العديد من الدول الأوروبية، بما فيها ألمانيا وبريطانيا ، في بيان مشترك مع واشنطن في التعبير عن القلق إزاء “أنشطة إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار”.
وجرى رفع معظم العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على إيران في يناير 2016 بعدما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة لها التزام طهران بتعهداتها بموجب اتفاقها النووي مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة، لكن إيران لا تزال خاضعة لحظر أسلحة فرضته المنظمة الدولية وقيود أخرى.
وعانى الاقتصاد الإيراني من ضربة قوية ويتوقع أن يشهد انكماشا بسبب إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، مع توعد واشنطن بأن تمنع أي دولة من التعامل التجاري مع إيران.
العرب