توقفت وسائل التواصل الاجتماعي عن العمل في السودان وسط ترقب لاحتجاجات شعبية جديدة بعد أن سقط ثمانية محتجين قتلى وأصيب العشرات في اليومين الماضيين.
وقال مراسل الجزيرة نت في الخرطوم أحمد فضل إنه تم حجب مواقع فيسبوك وتويتر وإنستغرام، وتعطيل تطبيقي واتساب و”إيمو” في الخرطوم وعدد من المناطق التي شهدت احتجاجات.
ويأتي ذلك بعد ساعات من قرار الرئيس السوداني عمر البشير تعيين اللواء أمن متقاعد مصطفى عبد الحفيظ مديرا عاما للهيئة العامة للاتصالات خلفا للمهندس يحيى عبد الله.
وفور نشر القرار توقع نشطاء أن يكون هو سبب التباطؤ في قطع خدمة الإنترنت مع احتدام الاحتجاجات أمس الخميس في عدد من المدن السودانية.
ونقل مراسل الجزيرة نت عماد عبد الهادي عن مسؤول في شركة “زين” للاتصالات أن تعيين المدير الجديد لهيئة الاتصالات “جاء لأجل قطع التواصل بين الناشطين الذين يحركون المتظاهرين في البلاد”.
وتداول ناشطون تغريدة على تويتر نسبت إلى أحد موظفي شركة الاتصالات مساء أمس يوصي فيها المواطنين بشراء رصيد إضافي للتعامل عبر الرسائل القصيرة بدلا من مواقع التواصل الاجتماعي.
وتترافق هذه الخطوة مع توجيهات أمنية صدرت للصحف السودانية تمنع تناول أخبار المظاهرات بنحو يدعمها ويساعد في اتساعها، كما تلقت المطابع أوامر من جهاز الأمن بعدم طباعة أي صحيفة قبل أن تخضع للمراجعة على يد أحد منسوبي الجهاز، مما يعني عودة الرقابة قبل النشر في الصحف.
وفي السياق، أعلن مدير جامعة “سنار” محمد الخير عبد الرحمن تعليق الدراسة بكليات الجامعة اعتبارا من الخميس إلى أجل غير مسمى.
وأوضح الخير في بيان للطلاب أن “توقف الدراسة الذي أقرته لجنة عمداء الجامعة جاء تخفيفا لمعاناة الطلاب في الظروف الحالية” مستثنيا عددا من كليات الجامعة.
قتلى وطوارئ
من جهتها، أفادت وكالة رويترز نقلا عن وسائل إعلام محلية أن ثمانية متظاهرين قتلوا في ولاية القضارف شرقي السودان، كما أعلنت السلطات حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في الولاية.
كما أعلن والي الولاية الشمالية ياسر يوسف فرض حظر التجول في عاصمة الولاية دنقلا ومحلية مروي اللتين شهدتا احتجاجات عنيفة تخللها حرق دور حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الحاكمة.
وقال يوسف في مقابلة مع قناة محلية إن لجنة الأمن بالولاية قررت تعليق الدراسة في جامعتي دنقلا وعبد اللطيف الحمد إلى أجل غير مسمى على أن يخضع تعليق الدراسة بالمدارس للمزيد من التقييم.
وشهدت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان صباح اليوم الجمعة احتجاجات محدودة، في ظل توقعات باتساع دائرة الاحتجاجات مجددا عقب صلاة الجمعة انطلاقا من مساجد عدة في ولاية الخرطوم.
وامتدت الاحتجاجات -التي بدأت في مدينة عطبرة شمال شرقي البلاد- إلى مدن عدة، من بينها العاصمة الخرطوم، وشهدت مدن القضارف وبربر وكريمة احتجاجات كان العامل المشترك فيها إحراق دور لحزب المؤتمر الوطني مثلما حدث في مدينة عطبرة أول أمس الأربعاء.
وردد المحتجون في المظاهرات التي شهدتها مدن البلاد الهتاف الذي بدأ في احتجاجات عطبرة “شرقت شرقت.. عطبرة مرقت” مع تخصيص المتظاهرين أسماء مدنهم.
كما هتفوا بشعارات “الشعب يريد تغيير النظام”، و”حرية سلام وعدالة.. الثورة خيار الشعب”، و”نحن مرقنا ضد الناس الأكلو عرقنا.. ضد الناس القتلوا ولدنا”.
ودخل سياسيون على خط تأييد المتظاهرين، بينهم إبراهيم الميرغني القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الوزير السابق في حكومة الوفاق الوطني الذي امتدح تدخل الجيش في مدينة القضارف لصالح المتظاهرين.
مندسون
في المقابل، قال الناطق باسم الحكومة السودانية إن الشرطة تعاملت مع الاحتجاجات بصورة حضارية دون كبحها أو اعتراضها، لكن “المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها”، مؤكدا في الوقت ذاته أن الحكومة لن تتهاون في التصدي للفوضى وانتهاك القانون.
ودون أن يذكر جهة بالاسم قال المتحدث إن جهات سياسية استغلت الاحتجاجات.
وأضاف “برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقا لأجندتها السياسية، وهو الأمر الذي وضح جليا في بياناتها المنشورة”.
المصدر : الجزيرة + وكالات