قتلى وحرائق واعتقالات.. احتجاجات السودان تدخل يومها الرابع

قتلى وحرائق واعتقالات.. احتجاجات السودان تدخل يومها الرابع

تتواصل الاحتجاجات المعارضة للحكومة بأنحاء السودان في يومها الرابع، لتصل حصيلة القتلى إلى عشرة على الأقل. وقد أحرق محتجون في مدينة الرهد مبنى حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بينما اعتقلت السلطات عددا من قادة المعارضة في أم درمان.

وأسفرت الاحتجاجات اليوم عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات، بحسب مدير جهاز الأمن السوداني صلاح قوش الذي ألقى باللوم على “متمردين تربطهم صلات بإسرائيل”.
وقالت مصادر حكومية إن ما لا يقل عن عشرة قتلى سقطوا جراء المظاهرات في مدن السودان منذ الأربعاء الماضي، فيما قال رئيس حزب الأمة القومي السوداني المعارض الصادق المهدي في مؤتمر صحفي إن عدد القتلى وصل إلى 22.

واعتبر المهدي أن “التحركات السلمية مشروعة قانونيا، ومبررة بواقع تردي الأوضاع المعيشية”، كما أدان “القمع المسلح” من قبل القوى الأمنية.

ودعا المهدي إلى “تسيير موكب جامع تشترك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلى ممثليها لتقديم مذكرة للرئاسة تقدم البديل”، مضيفا “إذا النظام تجاوب فكان بها، وإذا رفض فعليه أن يواجه غضبة الشعب وسندعو إلى إضراب عام وبقية سيناريو الانتفاضة”.

عنف
وفي صباح اليوم السبت خرجت مظاهرات عنيفة في مدينة الرهد بولاية شمال كردفان. وقال شهود عيان للجزيرة نت إن المتظاهرين أحرقوا مبنى حزب المؤتمر الوطني الحاكم في المدينة ومواقع أخرى بعضها حكومية، كما اقتحم بعض المحتجين مخازن ديوان الزكاة وجردوها من الدقيق والسكر والزيت.

وفي مدينة الجزيرة أبا بولاية النيل الأبيض جنوب الخرطوم، تواصلت الاحتجاجات بعد تشييع جثماني طالبين قتلا في مظاهرات أمس، بينما أدت المواجهات بين المحتجين والشرطة إلى سقوط ثلاثة جرحى.

وتجددت الاحتجاجات في ضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز المدمع، وذلك بعد مواجهات استمرت حتى وقت متأخر من مساء أمس وأسفرت عن سقوط جرحى.

وفي الأثناء، اندلعت احتجاجات في مدينة بربر بولاية نهر النيل، ومدينة ربَك مركز ولاية النيل الأبيض، ومدينة القضارف التي شهدت الخميس الماضي مظاهرات قتل فيها ستة متظاهرين، بينما فارق الحياة اليوم اثنان من الجرحى بالقضارف.

وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير اليوم قرارا بتعيين العقيد أمن مبارك محمد شمت واليا على ولاية القضارف، خلفا لميرغني صالح الذي لقي حتفه في حادث تحطم مروحية هذا الشهر.

صورة من مواقع التواصل لشخص يحمل دقيقا بعد تجريد مخازن ديوان الزكاة من المواد الغذائية
اعتقالات
وفي أم درمان، احتضنت دار حزب البعث اليوم اجتماعا لتيار قوى الانتفاضة الذي يضم قوى سياسية ونقابية. وقرر الاجتماع -الذي طوقته قوات أمنية- تنفيذ إضراب سياسي وعصيان مدني، ثم اعتقلت قوات الأمن بعد الاجتماع قادة قوى الإجماع الوطني المعارض فاروق أبو عيسى ساطع الحاج ووجدي صالح وأميرة سعيد وفيصل شبو وطارق عبد المجيد.

وعلى مستوى الصحافة، فرض جهاز الأمن والمخابرات رقابة حالت دون صدور صحيفتي “التيار” و”الجريدة” المستقلتين، كما عطلت السلطات مواقع التواصل الاجتماعي وعلقت الدراسة في جامعات الخرطوم.

وتزايد تأييد بعض المشاهير للاحتجاجات، حيث انتقد المذيع محمد عثمان عبر فيسبوك الترويج لحفلات رأس السنة في مواقع التواصل في ظل هذه الظروف، بينما ألغى الفنان أحمد الصادق ارتباطات حفلاته بالمناسبة.

أما نجم نادي المريخ السابق أمير كمال، فنشر على فيسبوك أبيات الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة .. فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي .. ولا بد للقيد أن ينكسر.

المصدر : الجزيرة + وكالات