رشيدة طليب تتوعد في يومها الأول بالكونغرس بالعمل على إقالة ترامب “ذاك اللعين”

رشيدة طليب تتوعد في يومها الأول بالكونغرس بالعمل على إقالة ترامب “ذاك اللعين”

واشنطن – استهلّت النائبة عن الحزب الديمقراطي رشيدة طليب ولايتها في الكونغرس بالتوعد ببدء في إجراءات إقالة الرئيس دونالد ترامب، الذي وصفته بعبارة نابية في اختبار لانضباط حزبها، ما أثار غضب الجمهوريين وتوبيخا من الرئيس.

وفيما جرى تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر طليب النائبة، وهي ابنة لمهاجرين فلسطينيين، عن ولاية ميشيغن وهي تتحدّث عن دونالد ترامب، ردّ الأخير مستبعدا البدء في إجراءات إقالته، فيما أبدت الرئيسة الجديدة للمجلس نانسي بيلوسي عدم رغبتها على ما يبدو في ضبط لغة النائبة.

ورد ترامب في تغريدة “كيف يمكن البدء بإقالة رئيس ربما ربح أعظم انتخابات في التاريخ؟”.

وخلال فعالية بعد أدائها اليمين الخميس قالت طليب، التي أدت القسم كنائبة ديمقراطية في الكونغرس الأميركي وهي ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي، أمام مؤيديها “سنذهب إلى هناك وسنقيل ذاك اللعين”، فيما ارتفعت أصوات الحضور وعانقت طليب مؤيديها.

والألفاظ اللاذعة الصادرة عن النواب الأميركيين أو حتى الرئيس ليست بالأمر الجديد. فترامب بالكاد يعتبر نموذجا للباقة الكلامية، والعام الماضي وصف دول أفريقيا “بالحثالة”.

لكن عندما سئل عن تصريحات منتقدته قال ترامب إنها “مشينة” و”لا تنم عن الاحترام للولايات المتحدة الأميركية”. وأضاف “أعتقد أنها ألحقت العار بنفسها وألحقت العار بعائلتها باستخدامها لغة كهذه”.

ويأتي هجوم طليب وإطاره في وقت لافت. فقد تولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب بعد ثماني سنوات في مقاعد الأقلية.

وطليب (42 عاما) واحدة من تلك الوجوه الجديدة المتحمسة والمدركة لكيفية التعاطي مع وسائل الإعلام، إلى جانب ألكسندريا أوكازيو كورتيز، التي تصف نفسها بـ”الراديكالية” التي تسعى لهزّ الوضع السائد في واشنطن.

ومثل هؤلاء التقدميين يبدون تحمسهم للتصدي لإدارة يعتقدون أنها استغلت نفوذها في السنتين الماضيتين منذ تولي ترامب مهامه في البيت الأبيض. وفي تأكيد لموقفها الهجومي، غردت طليب “سأواجه دائما من هم في السلطة” مرفقة التغريدة بوسم “غير معتذرة”.

وتلقت طليب دعما على تويتر حيث انتشر في الولايات المتحدة وسم يدعو إلى إجراءات لإقالة “اللعين” مساء الجمعة مع أكثر من 110 ألف تغريدة أرفقت بهذا الوسم.

وبصفتها رئيسة مجلس النواب الجديدة، ستقع على عاتق بيلوسي مهمة ضبط ترامب وكذلك العناصر الأكثر راديكالية في حزبها. وسعت بيلوسي إلى التقليل من أهمية أقوال طليب. وقالت في تصريحات بثتها شبكة “إم.إس.إن.بي.سي” “لدي ربما رد فعل له علاقة بفرق الأجيال. لا أقوم بمهمة الرقابة”. وأضافت “لكني لا أعتقد أن التصريحات أسوأ مما قاله الرئيس”.

وعبّر الجمهوريون عن الغضب إزاء تصريحات طليب وقالوا إن الديمقراطيين يسعون للثأر من ترامب بدوافع سياسية بدلا من إيجاد أرضية مشتركة.

وقال الجمهوري البارز كيفن ماكارثي “شاهدنا مبتدئة تقف مستخدمة هذه اللغة وتلقى تأييدا من قاعدتهم وشاهدنا رئيسة جديدة لمجلس النواب لا تقول لها شيئا”.

وطليب من أشد المنتقدين لترامب. وجعلت الدعوات المطالبة بإقالتها في صلب حملتها الانتخابية. وأوقفت قبل عامين لمقاطعتها خطابا له خلال حملته الانتخابية. وكتبت في مقالة مشتركة نشرتها صحيفة ديترويت فري برس صباح دخولها الكونغرس “الآن حان وقت بدء إجراءات الإقالة”.

ووافقها النائب الديمقراطي براد شيرمان الذي عرض رسميا إجراءات لإقالة ترامب.

ومن غير المرجح أن يتم التصويت على هذه الإجراءات في مجلس النواب، أقله في الوقت الحاضر. وحتى وإن كان عدد من الديمقراطيين يعتقدون أن أفعال ترامب تصل إلى حد “جرائم كبيرة وجنح”.

وتريد بيلوسي أن ينجز المحقق الخاص روبرت مولر تحقيقه في التدخل الروسي في الانتخابات واحتمال وجود تواطؤ مع حملة ترامب، قبل أن يتخذ الكونغرس قرارا بتلك الخطوة المهمة. وأمام بيلوسي أيضا مهمة التصدي لليبراليين الديمقراطيين الذين يسعون لدفع الحزب إلى اليسار في الفترة التي تسبق الانتخابات في 2020.

وفاز الديمقراطيون بالأغلبية في مجلس النواب الأميركي في تحول كبير لموازين القوى في الكونغرس، فيما يسعون إلى تقييد تقلبات ترامب في البيت الأبيض. ومع ذلك، تبقى فرضية البدء بإجراءات الإقالة أمرا بعيدا في ظلّ التوازن الحالي بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

العرب