بغداد – أثار الكشف عن قيام مسؤولين عراقيين بزيارة إسرائيل ضجة كبيرة في الساحة العراقية، حيث طالب النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي الاثنين لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان بالتحقيق في مزاعم زيارة ثلاثة وفود عراقية إلى إسرائيل في 2018.
لكن بعض من النواب العراقييين الذين وردت أسماؤهم ضمن الوفود الثلاثة التي زعمت الخارجية الإسرائيلية أنهم زاروا تل أبيب العام الماضي.
وزعمت الخارجية الإسرائيلية، مساء الأحد، أنّ “3 وفود من العراق ضمت 15 شخصا، زارت إسرائيل خلال العام الأخير”.
وقال تحالف القرار العراقي (سُني)، في بيان له، إنه “ردا على تصريحات الصهيوني إيدي كوهين الذي ذكر فيها أن مجموعة من النواب أو من يمثلهم زاروا إسرائيل ومن بين من أشار إليهم النائب خالد المفرجي رئيس كتلة تحالف القرار العراقي في مجلس النواب، يؤكد التحالف أن هذا النعيق الصهيوني ليس إلا كذبة لن تنال من الموقف الوطني والقومي المشرف لخالد المفرجي، فهو ابن بار لأمته وجراح فلسطين ماثلة في قلبه قبل عينيه”.
وأضاف “ما هذه الفرية المكشوفة الهدف سوى محاولة رخيصة للنيل من جهد المفرجي وفعله الوطني والقومي وهي لن تزيده إلا إصرارا على موقفه المبدئي من قضية فلسطين وحقوق شعبها المغتصبة”.
ونفى كذلك النائب السابق عن محافظة نينوى (شمال) أحمد الجربا، زيارته برفقة شخصيات عراقية إسرائيل.
وقال الجربا في بيان، إن “الموقع الذي نشر عن وجود اسمي ضمن الوفد الذي زار إسرائيل، إذا كان رسميا فإن القضية أشبه بالنكتة، أما إذا كان الموقع مزورا والحساب وهمي فإنها قد تكون ممارسة تسقيطية”.
كما نفى ائتلاف دولة القانون زيارة النائبة عالية نصيف العضو بالائتلاف، لإسرائيل.
وقال الائتلاف الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي في بيان، إن “الثوابت الوطنية والدينية والأخلاقية للنائبة نصيف معروفة للجميع وبالتأكيد لم ولن تفكر يوما بزيارة العدو الصهيوني المجرم”.
وتابع أن “النائبة نصيف انطلاقا من ثوابتها الوطنية والدينية والأخلاقية وحتى القانونية باعتبارها محامية وحقوقية، ترفض مجرد التفكير يوما بزيارة الكيان الصهيوني المجرم المنبوذ عالميا والملطخة أيديه بدماء الأبرياء”.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من النائبين الحاليين بالبرلمان العراقي أحمد الجبوري وعبدالرحيم الشمري والنائب السابق عبدالرحمن اللويزي بشأن الادعاءات الإسرائيلية بزيارة تل أبيب.
وقال حسن الكعبي في بيان، إنه وجه لجنة العلاقات الخارجية بـ”التحقيق في حقيقة هذه الزيارة ومدى دقتها والكشف عن أسماء المسؤولين الذين زاروا الأراضي المحتلة وبالخصوص من أعضاء مجلس النواب، إن صحت الزيارة”.
وأوضح أن “قضية الذهاب لأرض محتلة خط أحمر ومسألة حساسة للغاية بالنسبة للمسلمين في أقصى مشارق الأرض حتى مغاربها”.
والأحد، أعلنت الخارجية الإسرائيلية، أنّ “ثلاثة وفود من العراق ضمت 15 شخصا زارت إسرائيل خلال العام الأخير”، مشيرة إلى أن “زيارة الوفد العراقي الثالث إلى إسرائيل جرت قبل عدة أسابيع”.
وقالت أيضا إن “الوفود ضمت شخصيات سنية وشيعية وزعماء محليين لهم تأثير بالعراق”، مضيفة أن “هذه الشخصيات زارت متحف ياد فاشيم لتخليد ذكرى المحرقة (الهولوكوست) واجتمعت ببعض الأكاديميين والمسؤولين الإسرائيليين”.
وفيما لم توضح الخارجية الإسرائيلية الهدف من زيارة هذه الوفود، قال المحلل والأكاديمي الإسرائيلي إيدي كوهين في تغريدة على صفحته بتويتر، إن “الحكومة العراقية أرسلتها للتفاوض مع إسرائيل بشأن الانسحاب الإيراني من جنوبي سوريا مقابل وقف القصف الإسرائيلي للأراضي السورية”.
وزعم كوهين، أن “الوفود فاوضت أيضا بشأن حل الأحزاب الشيعية في العراق وسوريا ولبنان ودول الخليج وأن تعلن جميعها التطبيع مع إسرائيل”.
وبحسب مزاعم الكاتب والمحلل الإسرائيلي فإن الوفود العراقية ضمت أحمد الجبوري وأحمد الجربا وعبدالرحمن اللويزي وعبدالرحيم الشمري (عن نينوى) بالاضافة إلى خالد المفرجي عن محافظة كركوك وعالية نصيف عن بغداد.
ولا يقيم العراق علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ولا يعترف بها على غرار بقية الدول العربية باستثناء الأردن ومصر.
العرب