أكدت وزارة الخارجية الأميركية ضرورة الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي لمواجهة «أكبر تهديد للاستقرار الإقليمي»، وهو السلطات الإيرانية.
وذكرت الوزارة في بيان صحافي أصدرته بخصوص الجولة الإقليمية التي يقوم بها حالياً وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أن «مجلس التعاون الخليجي الموحد هو عصب السلام الإقليمي والازدهار والأمن والاستقرار، وهو ضروري لمواجهة أكبر تهديد منفرد للاستقرار الإقليمي، ألا وهو النظام الإيراني».
وأكدت أن بومبيو الذي وصل إلى الإمارات قادماً من البحرين، سيعمل مع قادة دول التعاون الخليجي ومصر والأردن على وقف «السلوك التدميري» لإيران في أرجاء المنطقة، وتعزيز التحالف الاستراتيجي المقترح في الشرق الأوسط.
وقال بومبيو في حديث مع قناة «العربية»: «علاقتنا مع السعودية أساسية لاستقرار المنطقة وأمنها».
وعن قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي، أوضح: «نريد أن تتم محاسبة المتورطين في قضية خاشقجي».
وألمح إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن «العلاقة مع السعودية لا يمكن حصرها بقضية خاشقجي»، مضيفاً: «السعودية حليف أساسي للولايات المتحدة، وسنستمر في شراكتنا».
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لن تغادر منطقة الشرق الأوسط: «نقول للشركاء إننا لن نغادر المنطقة». وفي أبوظبي، قال وزير الخارجية الأميركي أمس، إن انسحاب أميركا من سورية «تعديل تكتيكي لا يغيّر قدرة الجيش الأميركي على هزيمة داعش والتصدي لإيران».
وأضاف أنه متفائل بإمكان تحقيق «نتائج جيدة» بين تركيا والسوريين الأكراد، بعدما تحدث إلى وزير الخارجية التركي.
وقال بومبيو في تصريحات للصحافيين: «ندرك حق الشعب التركي في الدفاع عن بلاده ضد الإرهابيين، لكننا أيضاً نعلم أن هؤلاء الذين هم ليسوا إرهابيين ويقاتلون إلى جانبنا طوال تلك المدة يستحقون الحماية». وتابع: «هناك الكثير من التفاصيل التي يتعيّن العمل على حلها، لكني متفائل إزاء قدرتنا على تحقيق نتائج جيدة».
وتخشى الجماعات التي يقودها أكراد وتسيطر على مناطق في شمال سورية من هجوم تركي في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من مناطقهم. وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية القريبة للغاية من حدودها تهديداً أمنياً، وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحق هذه الجماعة.
وكان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» زاد من الغموض الذي يحيط بالانسحاب الأميركي من سورية، بإعلانه بدء عملية الانسحاب، لكن مسؤولين أميركيين قالوا في وقت لاحق إن معدات فقط، وليس عسكريين، هي التي يتم سحبها من البلاد.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي عزمه سحب القوات الأميركية من سورية البالغ قوامها 2000 فرد، ما فاجأ الحلفاء الذين انضموا إلى واشنطن في قتال تنظيم «داعش» في سورية.
وأحدث القرار المفاجئ صدمة أيضاً بين كبار المسؤولين الأميركيين، ومنهم وزير الدفاع جيم ماتيس الذي استقال من منصبه احتجاجاً على ذلك.