من الواضح أن قيمة النفط التقليدي تشهد انخفاضا مقارنة بالأهمية المتزايدة للنفط الصخري، لكن منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط سيواصلون جني المزيد بالنظر إلى انخفاض تكاليف الإنتاج وتزايد الطلب ووجود احتياطات كبيرة، بحسب تقرير لموقع “أويل برايس” الأميركي.
يقول التقرير إنه على الرغم من أن تكنولوجيا التكسير الهيدروليكي أحدثت تغييرات كبيرة على صعيد سوق النفط، فإن المنتجين التقليديين لا يزالون يهيمنون على الجزء الأكبر من إنتاج النفط في الوقت الحالي.
التقرير الذي كتبه فانان ملكسيتيان، توقع أن يشهد استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية نموا أكبر خلال السنوات القادمة. بيد أن الأساسيات الاقتصادية -على غرار الربحية ووفرة الموارد- تبشر بالخير بالنسبة للمنتجين التقليديين وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير أنه رغم الارتفاع الهائل في إنتاج النفط الصخري، فإن معظم النفط المنتج عالميا يتأتى من الحقول التقليدية التي تضم نحو ثلثي الموارد العالمية القابلة للاسترداد.
فالدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تملك نحو 82% من هذه الأصول، 65% منها في الشرق الأوسط بقياد السعودية والعراق والكويت والإمارات.
انخفاض التكلفة
سلط الكاتب الضوء على مزايا استخراج النفط من منطقة الشرق الأوسط، ويتعلق الأمر بسهولة الإنتاج وانخفاض تكلفته.
وبحسب الكاتب تراوحت تكلفة إنتاج البرميل الواحد للنفط بالنسبة لكل من السعودية وإيران والعراق (منتجي النفط الأقل تكلفة) بين 9 و10 دولارات في سنة 2016.
ووفق الكاتب لعبت سهولة عملية الإنتاج وانخفاض التكلفة دورا أساسيا في جعل الشرق الأوسط أهم منطقة لإنتاج النفط منذ الحرب العالمية الثانية.
الكاتب أشار أيضا إلى أنه من المتوقع أن يشهد كل من الإنتاج والاستهلاك العالمين للنفط التقليدي ارتفاعا أكبر في العام 2019 قياسا إلى 2018. وتوقع أيضا أن يواصل إنتاج النفط من خارج منطقة الشرق الأوسط الانخفاض.
علاوة على ذلك، ينتظر أن يرتفع الاستهلاك العالمي للنفط في سنة 2040 ليبلغ 112 مليون برميل يوميا. وستتم تلبية هذا الطلب من إمدادات النفط الصخري الأميركي ومنتجي النفط التقليديين بالشرق الأوسط، حسب التقرير.
تأثير النفط الصخري
في هذا الصدد، يعتقد المحللون أن إنتاج النفط في الشرق الأوسط سينمو بـ2.7 مليون برميل يوميا بحلول سنة 2025، حيث سيتولى العراق وحده توفير كمية إضافية تقدر بـ1.5 مليون برميل يوميا، وفق تقرير بموقع “أويل برايس” الأميركي.
وذكر الكاتب أنه لطالما سيطرت منظمة أوبك على أسواق النفط العالمية وتولت تحديد الأسعار، لكن الوضع شهد بعض التغييرات مع ظهور النفط الصخري.
ويفيد بأن معظم المحللين يشيرون إلى أن نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يحصل عندما تصل الأسعار إلى 50 دولارا للبرميل الواحد، لكن عندما تنزل دون هذا المستوى فإن ذلك يتسبب في تراجع الإنتاج.
ويخلص التقرير إلى أنه بالنظر إلى انخفاض تكاليف الإنتاج ووجود احتياطات كبرى بجانب تزايد الطلب، فإن منتجي النفط في منطقة الشرق الأوسط سيواصلون جني المزيد.
مواقع إلكترونية