أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي دونالد ترامب استعداد بلاده لتولي الأمن في مدينة منبج السورية دون تأجيل. واتفق الرئيسان على ضرورة القضاء على ما تبقى من فلول تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وقالت الرئاسة التركية في بيان إن أردوغان اتصل بترامب هاتفيا الأحد واتفقا على ضرورة القضاء على ما وصفه البيان بفلول تنظيم الدولة في سوريا، إضافة إلى اتخاذ إجراءات مشتركة للحيلولة دون عودة التنظيم، وفق ما نقلته وكالة الأناضول للأنباء.
كما اتفقا على ضرورة استمرار المباحثات بين قيادتي البلدين بشأن فكرة تنفيذ منطقة آمنة في شمال سوريا، فضلا عن ضرورة رفع مستوى التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه المحادثة الجديدة بين الرئيسين التركي والأميركي بينما تسعى أنقرة وواشنطن للتوصل إلى صيغة تحفظ أمن تركيا بعد سحب القوات الأميركية من شمال شرقي سوريا، وتحول دون عملية عسكرية تركية تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية، وهي حليف للولايات المتحدة، في حين تصنفها تركيا تنظيما إرهابيا وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.
والصيغة التي طرحتها واشنطن مؤخرا ورحبت بها أنقرة تتمثل في إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كلم تقريبا داخل الأراضي السورية، وتشمل مناطق نفوذ الوحدات الكردية شرق نهر الفرات على غرار مدينة منبج التي تنتشر فيها قوات أميركية.
وقال مراسل الجزيرة في تركيا عامر لافي إن الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب كان للتعزية في العسكريين الأميركيين الذين قتلوا قبل أيام في تفجير استهدف مطعما بمدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وأسفر عن مقتل 16 شخصا بينهم أربعة أميركيين. وتبنى الهجوم تنظيم الدولة.
وأضاف المراسل أن أردوغان أكد لترامب أن ما جرى عملية إرهابية مرفوضة، وأنه يجب أن لا يؤثر الهجوم على قرار سحب القوات الأميركية من سوريا.
وتابع أن الجديد في الاتصال الهاتفي بين الرئيسين هو إعراب أردوغان عن استعداد تركيا لتحمل المسؤولية الأمنية في منبج، مشيرا إلى أن المحادثة تأتي عقب تفجير منبج وزيارة السيناتور ليندسي غراهام لتركيا، التي أكد فيها أن الوحدات الكردية تمثل مشكلة لأنقرة.
وكانت العملية العسكرية التي لوحت تركيا بتنفيذها ضد المسلحين الأكراد السوريين قد أثارت توترات مع واشنطن التي وجهات عدة تحذيرات لأنقرة. ومؤخرا هدد ترامب “بتدمير” اقتصاد تركيا، ورد القادة الأتراك بأن مثل هذه التهديدات لا ترهبهم.
المصدر : الجزيرة + وكالات