عرض الباحث الفنزويلي لويس سالامانكا السيناريوهات المحتملة لخروج فنزويلا من الأزمة التي تعاني منها، ولا سيما مع اعتراف الولايات المتحدة والدول الأوروبية برئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) خوان غوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد خلفا لنيكولاس مادورو الذي رفض مهلة الاتحاد للدعوة إلى انتخابات.
وفي حوار مع صحيفة نوفال أوبسرفاتور الفرنسية، اعتبر الباحث سلامانكا أن تنصيب غوايدو نفسه رئيسا يتماشى مع الدستور، خاصة أن الانتخابات السابقة (مايو/أيار 2018) يشوبها التزوير.
وردا على سؤال عن شبهة وجود علاقة بين غوايدو والولايات المتحدة، قال إن ذلك يأتي في إطار تشهير الحكومة الحالية به، ولكن الباحث لم ينكر أن غوايدو كان يبحث عن دعم وحلفاء ليقفوا إلى جانبه، ونجح في توحيد تحالف دولي مساند له، وفق تعبيره.
وتعليقا على ما يمكن أن يحصل الآن بعد أن رفض مادورو المقترح الأوروبي المتعلق بضرورة عقد انتخابات رئاسية مبكرة، قال الباحث إن ثمة مؤشرات تدل على ضعف مادورو، مشيرا إلى أن ما تبقى أمامه هو ورقة الجيش الذي يبسط سيطرته على الاقتصاد، ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أنه قد ضمن نهائيا دعم الجيش الذي يمكن أن ينقلب عليه.
سيناريوهات
والسيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تشهدها فنزويلا حسب المصدر نفسه:
أولا: احتمال استماتة مادورو في الوقوف في وجه الضغط الشعبي والدولي ضعيفة جدا.
ثانيا: من الممكن أن يقود الجيش الفنزويلي انقلابا ضد مادورو ويستلم السلطة.
ثالثا: يمكن أن ينظم الجيش انقلابا عسكريا لصالح المعارضة.
رابعا: يمكن أن يفتح الباب أمام مفاوضات بين كل من مادورو من جهة، والمعارضة الفنزويلية والولايات المتحدة من جهة أخرى، مع إمكانية مشاركة كوبا باعتبارها ستخسر كثيرا جراء هذه الأزمة، ما يعني أنه إذا سقط مادورو فإنه يمكن أن تسقط كوبا أيضا.
خامسا: يمكن أن نشهد أيضا تدخلا عسكريا أميركيا في فنزويلا، حيث يمكن أن تحظى واشنطن بدعم من كل من كولومبيا والبرازيل إذا أقدمت على ذلك، وهذا الخيار يرجحه الباحث كثيرا.
وردا على مدى قدرة مادورو على تحويل الوضع إلى صالحه، أشار الباحث إلى أن مادورو ما زال يظن أنه قادر على الحفاظ على السلطة أكثر وقت ممكن، ولكنه يعاني من حصار، حيث سيعمل على الإيهام بأنه يريد التفاوض وإيجاد حل توافقي مع غوايدو، كما سيعمل قبل كل شيء على ربح الوقت.
يشار إلى أن مادورو أثبت في السابق أن التفاوض معه ليس سوى مجرد طعم، وفق الباحث.
وبشأن فرضية دخول فنزويلا في حرب أهلية، فقد استبعد لويس سالامانكا ذلك، نظرا لأن الشعب ليس مسلحا، ولكن إذا ظل مادورو مستميتا في الدفاع عن قناعاته إلى النهاية فسيتسبب في سقوط الكثير من القتلى.
ويرى الباحث أن كل من يعتقد أن “مادورو سيترك السلطة دون قتال فهو مخطئ، خصوصا أن بحوزته جماعات شبه عسكرية مسلحة تثير الرعب في الأحياء، ومن دون مادورو لن يكون لهذه الجماعات وجود”.
وختم الباحث بأنه منذ انطلاق الأزمة أسس مادورو قرابة خمسين ألف جماعة مسلحة في كامل البلاد مهمتها “الدفاع عن الثورة البوليفارية”.
الجزيرة