معركة سياسية على تويتر بين الحريري وجنبلاط

معركة سياسية على تويتر بين الحريري وجنبلاط

في لبنان أصبح موقع تويتر أشبه بجلسة سياسية مفتوحة، تجرى فيه النقاشات، وباتت التغريدات به أشبه ببيانات رسمية من السياسيين.

بيروت – كشف التراشق بالتغريدات بين رئيس الحكومة سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط أن تويتر أصبح المنبر الإعلامي الأفضل للتخاطب السياسي في لبنان بدلا من الغرف السياسية المغلقة.

وإن كانت المبادرات تأخذ سابقا وقتا طويلا للمناقشة قبل الموافقة أو الرفض، فقد أصبحت تتطلب فقط 280 حرفا لكشف الأسرار السياسية وكشف الخلافات كما هي.

وفي زمن بعيد، وقبل ثورة الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي، تعوّد السياسيون أن ينفقوا وقتا وجهدا كبيرين في كتابة مقالاتهم وخطاباتهم السياسية، بل وكانوا يلجأون في الكثير من الأحيان إلى محللين وكتّاب معروفين لصياغة أفكارهم في قالب محكم لغويا وسياسيا، فكل كلمة كانت محسوبة ويتم تدقيقها بعناية. ثم اكتشف السياسيون، شبكات التواصل الاجتماعي، وخصوصا تويتر، وأن يوصل السياسي فكرة أو موقفا خلال بضع ثوان إلى أعداد هائلة من الناس إمكانية لا يمكن مقاومتها.

ويقول خبير إعلامي إن الأمر سلب المبادرة من الصحافة التي كانت تنقل وجهات النظر المختلفة، إذ باتت التفاصيل معروضة أمام الجميع.

وكان جنبلاط قد غرد على تويتر:

بقدر ما يشكل الانتاج المضاعف فرصة لتعويض ما فات ، بقدر ما يجب وقف الخلافات والمناكفات داخل الحكومة كاساس للمعالجة الصحيحة والانتاجية المفيدة، بعيدا عن سياسة الاستئثار والتفرد التي نرى مؤشراتها في بعض المواقف التي سمعناها خلال الايام التي تلت عملية التشكيل.

الدولة ليست ملكاً لنا حتماً، لكنها ليست مشاعاً مباحاً لأي زعيم أو حزب. مشروعنا واضح هدفه انقاذ الدولة من الضياع واحالة حراس الهدر على التقاعد. التغريد على التويتر لا يصنع سياسة… انها ساعة تخلي عن السياسة لمصلحة الاضطراب في الحسابات. هيك … مش هيك ؟!

ودشن متابعو جنبلاط هاشتاغا بعنوان #سياسية_التصدي.

وولد التراشق صدمة كبيرة لدى مناصري الطرفين في مواقع التواصل.

وذكّر الاشتراكيون، الحريري، بوقوف جنبلاط إلى جانبه، فيما رأى مناصرو “المستقبل” أن الهجوم “لا أخلاقي” وأنه لا يمكن أن يكون صادرا من حلفاء.

واحتفى جمهور حزب الله بـ“المعركة” المتأججة بين حليفي الأمس.

والتراشق ليس الأول من نوعه إذ سبق أن وصف جنبلاط في تغريدة تويترية في مايو 2017، الحريري بأنه من “المفلسين الجدد” مما ما دفع الأخير إلى الرد في العشاء على شرف شخصيات بيروتية، حيث قال “نعم أنا من المفلسين الجدد، (…) ومن يريد أن يتعاطى معي على هذا النحو، فليبلط البحر”.

ما قاله الحريري لم يمرره الـ“بيك” فغرّد، “إن تبليط البحر من اختصاص سوليدار (…)”.

ويقول معلقون إن تعامُل السياسيين اللبنانيين مع تويتر وشبكات التواصل الاجتماعي أصبح مشكلة حقيقية نظرا للخفة الكبيرة التي تشوب ما ينشرونه.

وكتب معلق “المشكلة تكمن في أن بعض السياسيين، لا ينتبهون إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر من أدق السجلات التاريخية لمواقفهم”.

وبعد التراشق الإعلامي بين الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، دخلت أكثر من وساطة على خطّ التهدئة بين الطرفين، ما أنتج “هدنة” إعلامية بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي.

فكتب نجيب ميقاتي:

بقدر ما يشكل الانتاج المضاعف فرصة لتعويض ما فات ، بقدر ما يجب وقف الخلافات والمناكفات داخل الحكومة كاساس للمعالجة الصحيحة والانتاجية المفيدة، بعيدا عن سياسة الاستئثار والتفرد التي نرى مؤشراتها في بعض المواقف التي سمعناها خلال الايام التي تلت عملية التشكيل.

يا شيخ سعد هيدة مش اول حكومة الك، وبتعرف منيح شو دراسة البيان على اساس الوفاق الوطني والدستور وتنظيم اعمال المجلس، رفيق الحريري يلي عمل الطائف يا شيخ سعد ما تخاف من معطل وضامن ولا وزير بالزايد وبالناقص خليك مع وليد جنبلاط ونبيه بري منقذي لبنان ما تغرك الاحادية وما يخوفك التعطيل

واقترح معلقون على الحريري التقاط سيلفي مع جنبلاط حتى “تعود المياه إلى مجاريها”، وفق تعليق البعض منهم.

يذكر أن بين سعد الحريري والسيلفي، وفق متابعين، “قصة عشق لا تنتهي”.

ولا يفوت الحريري مناسبة دون التقاط سيلفي يبدو فيه دائما مبتسما.

ويعتبر الحريري الابن من أبرز الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بين السياسيين العرب وهو من أوائل السياسيين الذين استخدموا الشبكات الاجتماعية للوصول إلى الجماهير.

ويعود تاريخ إنشاء حسابه على تويتر إلى عام 2009. ويتابعه أكثر من مليون ونصف المليون شخص.

وقد بات السياسيون في لبنان أمام امتحان لدى مستخدمي تويتر، الذين لا تفلت منهم أي شاردة أو واردة.

 

العرب