قالت صحيفة لاكروا الفرنسية إن الطائرات الفرنسية هاجمت بين الثالث والسادس من هذا الشهر رتلا من سيارات الشحن الخفيفة في شمال تشاد، مشيرة إلى وجود غموض بشأن الهدف من هذا الهجوم.
وأوردت الصحيفة ما جاء في بيان لوزارة الدفاع الفرنسية بأن طائرات “ميراج 2000” تابعة للقوات المسلحة الفرنسية تدخلت في شمال شرق تشاد لمواجهة رتل مسلح توغل في الأراضي التشادية قادما من ليبيا.
وقالت الوزارة إن الطائرات المنطلقة من قاعدة إنجمينا والمدعومة من قبل طائرة مسيرة من طراز “ريبر” دمرت نحو عشرين سيارة، حسب ما نقلته الصحيفة.
وأضافت لاكروا أن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب أبلغ الجمعية الوطنية (البرلمان) أن “الحكومة قررت إشراك قواتنا المسلحة في تشاد ضد الجماعات المسلحة من ليبيا”، ردا على طلب المساعدة من قبل السلطات التشادية ممثلة في رئيس جمهورية تشاد إدريس ديبي”.
ولكن الصحيفة قالت إن المعلومات التي قدمتها فرنسا غير واضحة من عدة أوجه: أولها أن البيان الفرنسي حرص على عدم ذكر الجهة التي أرسلت الطائرات لقتالها، فهي بالتالي تقوم بحرب دون أن تحدد بوضوح هوية العدو، وثانيها أن البيان تجاهل عدد ضحايا الضربات الجوية، فلم يتحدث عن عدد القتلى والجرحى.
عودة فرنسا للتدخل
ونبهت الصحيفة إلى أن المادة 35 من الدستور التي تحدد شروط الحرب وتدخل القوات المسلحة في الخارج تنص في فقرتها الثانية على أنه “تحدد الحكومة الأهداف المنشودة”.
ويقول الباحث رولاند مارشال إن “ذلك لم يتم في إعلام رئيس الوزراء للجمعية الوطنية، ولا يزال النواب والفرنسيون لا يعرفون الأهداف المنشودة “، من هذا التدخل العسكري.
وشكك الباحث في وجود طلب من الرئيس التشادي للمساعدة، قائلا إن الحكومة لم تبلغ ذلك الطلب، خلافا لما فعله الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند “في يناير/كانون الثاني 2013 حين أعلن الرسالة التي وقعها الرئيس المالي طالبا منه التدخل عسكريا.
وقالت الصحيفة إن هذه العملية العسكرية مؤشر على تغيير عقيدة استخدام القوة في الخارج، إذ سعت فرنسا منذ عهد رئيس الوزراء ليونيل جوسبان إلى أن تكون تدخلاتها في إطار تفويض دولي، حتى أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ألغى بند التدخل المباشر لصالح النظام القائم من اتفاقيات الدفاع السابقة.
وقالت الصحيفة إن هذه العملية اليوم تشير إلى أن فرنسا “تعود إلى عاداتها القديمة في الثمانينيات وأوائل التسعينيات، “تلك العادة التي قادتها وجيشها إلى دوامة الحرب الرواندية الجهنمية بين عامي 1990 و1994”.
وأوضحت الصحيفة أن من هاجمتهم طائرات فرنسا –وإن لم تقلها الحكومة- هم “اتحاد قوى المقاومة” كما قال الناطق الرسمي باسمهم عبر أثير إذاعة فرنسا الدولية، وقالت إنهم تحت قيادة تيمان إرديمي ابن شقيق الرئيس ديبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوى الاتحاد -وهي من عرقية الزغاوة- كانت قامت في فبراير/شباط 2008 بمحاولة انقلابية على الرئيس ديبي، لكن القوات الفرنسية تدخلت وقتها لإنقاذ الرئيس وقضت على قوات الاتحاد التي دخلت العاصمة إنجمينا.
المصدر : لاكروا