قالت وول ستريت جورنال إن الصراع بدأ يدب في أوساط البوذيين أنفسهم الذين شنوا عام 2017 حملة إبادة وتشريد بحق الأقلية المسلمة من طائفة الروهينغا بإقليم أراكان (راخين) في ميانمار.
وتشير الصحيفة الأميركية إلى أن ظهور هذا الصراع بين الإثنيات البوذية يقسم رجال الدين البوذيين والمجتمع هناك، مما يهدد الجهود الرامية لإنهاء واحد من أكثر الصراعات العرقية دموية التي دمرت ميانمار.
وهذا التمزق بين الرهبان البوذيين يعكس الانقسامات العميقة بين البوذيين من الإثنية ذات الأغلبية “بامار” والبوذيين من إقليم أراكان غربي البلاد.
ونشب الصراع المسلح بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة بين القوات الحكومية وجماعة وصفتها بالمتمردة من بوذيي الراخين الذين يقاتلون من أجل إحياء فكرة الحكم الذاتي بمنطقة يعتبرون أنها كانت وطنا ذا كيان سيادي يعرف بمملكة أراكان حتى تم الهجوم عليها من قبل “بامار” في سبعينيات القرن الماضي.
فعندما نصب “جيش أراكان” -وهي المجموعة التي تقاتل من أجل الحكم الذاتي في أراكان- كمينا لأربعة من عناصر الشرطة مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر الكاهن ويراثو (وهو قيادي بارز بحركة “ما با ثا” المناهضة للمسلمين) بيانا يدين فيه هجمات جيش أراكان ويصفها بالإرهاب.
وهذا البيان أثار غضب فرع أراكان للحركة “ما با ثا” الذي قال إن جيشهم لديه مخاوف شرعية، وأدان بيان الكاهن قائلا “كنا نعتبر ويراثو ابن بوذا لكنه الآن شخص غير جدير بالاحترام”.
وتقول وول ستريت جورنال إن المواجهة بين الطرفين البوذيين يظهر المدى الكبير للتوتر العرقي بمنطقة تعتبر البوذية أساس الحياة العامة، وحيث ما يستعان عادة بالرهبان في التوسط بالصراعات.
توحيد البوذيين
ومع تصاعد الصراع، وجدت رابطة حماية العرق والدين -وهي مجموعة من الرهبان الوطنيين التي حظيت بالدعم في حملة الكراهية ضد المسلمين خلال الأعوام الماضية- أنها عاجزة عن توحيد البوذيين المتشددين، بينما كانت في السابق اللاعب المناسب للتوسط في هذه الصراعات.
ومع اتساع سلسلة الانقسامات، تقول حكومة ميانمار إنها تستعد لحرب شاملة، وهددت بسحق جيش أراكان. وفي مؤتمر صحفي أخير قال جيش ميانمار إنه سيعمل على القضاء على من وصفها بالمجموعة المتمردة.
وفي المقابل، أدانت منظمة الانضباط والمراقبة -وهي أكبر منظمة بوذية بأراكان- حملة الجيش النظامي ضد جيش أراكان، ودعته للسماح للمنظمات الإغاثية بالوصول إلى السكان.
ووجدت وول ستريت جورنال -خلال جولتها بإقليم أراكان- دعما شعبيا كبيرا لجيش أراكان انطلاقا من الشعور بأن الحكومة المركزية تنهب الغاز الطبيعي بمنطقتهم والموارد الأخرى، وأنها أخفقت في توفير الوظائف والتنمية.
ولفتت الصحيفة إلى أن ثمة مصدرا آخر لمشاعر اليأس لدى سكان الإقليم، وهو أن القيادي السياسي أيي مونغ اتهم بالخيانة على خلفية التحريض على احتجاجات مناهضة للحكم الذاتي العام الماضي، حيث أطلق جيش ميانمار النار على المحتجين فقتل سبعة منهم.
الجزيرة