ينتظر العالم مفاجأة جديدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال، الجمعةـ إنه سيكون هناك إعلان هام خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، حول الأوضاع في سوريا.
قال الرئيس الأميركي، في خطاب ألقاه بحديقة البيت الأبيض، “لدينا الكثير من الإعلانات العظيمة التي لها علاقة بسوريا ونجاحنا في القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسيتم الإعلان عنها خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة”، بحسب قناة الحرة الأميركية.
وجاء إعلان ترامب في الوقت الذي، كان فيه، وزراء دفاع دول التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، مجتمعين في ميونيخ لمناقشة كيفية تنظيم صفوفهم بعد أن يتم طرد الجهاديين من آخر جيب لهم في سوريا وتغادر القوات الأميركية البلاد.
وجاء هذا الاجتماع في وقت ضيق، يحاصر فيه مقاتلو التنظيم المتطرف من قبل قوات عربية-كردية مدعومة من الولايات المتحدة، ما يجعل المتشددين يدافعون بشراسة عن جيبهم الأخير في شمال شرق سوريا بعدما تقلصت مساحة سيطرته إلى كيلومتر مربع.
ومع قرب إعلان انتهاء “الخلافة” التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية، فإن القوات الأميركية تستعد للانسحاب من مناطق يسيطر على الأكراد، ما سيفضي إلى إعادة تموضع الأطراف الأخرى في المنطقة.
الولايات المتحدة تفكر في خطة تقضي بإنشاء “قوة مراقبين” تضم حلفاءها في منطقة عازلة في شمال شرق سوريا
وجاءت هذه المفاوضات الجديدة بالتزامن مع إعلان ذكره مقاتلون سوريون مدعومون من الولايات المتحدة الأميركية الجمعة، بأنهم عازمون على الاستمرار في حملتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية في أحد جيوبه الأخيرة في شرق سوريا، ونفوا التقارير التي تشير إلى أنهم يجرون مفاوضات مع الجماعة المسلحة هناك.
وحضر حوالي 20 وزيرا اجتماع ميونيخ، بحسب ما أفاد أحد المصادر وبينهم وزراء دفاع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وتعد القوات الأميركية أكبر المشاركين في التحالف لمحاربة الجهاديين، وسيؤدي انسحابها بعد إعلان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية إلى إعادة خلط الأوراق بين مختلف اللاعبين الرئيسيين في النزاع السوري.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر 2018 عن سحب نحو ألفي جندي أميركي في قرار فاجأ حلفاء، فيما أعربت كل من فرنسا وبريطانيا عن أن المعركة ضد الجهاديين لم تنته.
وقالت حينها وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي إن “انسحاب القوات الأميركية من سوريا سيكون حتما في صلب المحادثات”. وأضافت في بيان لوزارتها أنه “سيتعين على المجتمع الدولي عندما لا يعود لما يسمى بالخلافة أي أراض، ضمان عدم عودة داعش إلى سوريا أو في مكان آخر”.
وتثير استعادة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، القلق بشأن فرار المقاتلين المتمرسين والمسلحين الأجانب وتشكيلهم خلايا جديدة في سوريا أو أماكن أخرى.
أما التحدي الآخر فيكمن في مستقبل المناطق الخاضعة حاليا لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لفصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، عند انسحاب القوات الأميركية.
وكان وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان أعلن في وقت سابق أنه ضمن التحالف “تجري محادثات لمعرفة كيفية ضمان الاستقرار والأمن وبأي إمكانات بعد انسحاب الولايات المتحدة ومن سيساهم في تلك الجهود”. وتفكر واشنطن في إنشاء “قوة مراقبين” تضم حلفاءها في منطقة عازلة في شمال شرق سوريا.
والهدف من هذه الخطة مزدوج: أولا تجنب هجوم يمكن أن يشنه الجيش التركي ضد المقاتلين الأكراد السوريين، وثانيا منع خلايا جهادية من التشكل في تلك
المنطقة. وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية “مجموعة إرهابية”.
وأضاف شاناهان أنه “من الواضح أن التحالف مع إمكاناته وقدراته، يشكل خيارا”، ملخصا بذلك الموقف الأميركي بأنه يمكن لحلفاء الولايات المتحدة أن يبقوا في المنطقة لتجنب تدهور الوضع بعد مغادرة الجنود الأميركيين.
لكن هذه الفكرة تلقتها باريس بفتور. وتساهم فرنسا في عمليات التحالف بنحو 1200 عنصر من المدفعية والقوات الخاصة وتشن ضربات جوية وتقوم بتدريب للجيش العراقي.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قال الأربعاء، “نحن اليوم نتساءل حول هذه المنطقة العازلة: من سيتولى مراقبتها ومن سيكون الضامن لها وما ستكون حدودها، وأي ضمانات ستقدم لقوات سوريا الديمقراطية والأكراد؟ لكن في الكواليس، كان الموقف الفرنسي أكثر وضوحا، حيث قال مصدر فرنسي “من غير الوارد على الإطلاق نشر فرنسيين على الأرض دون الأميركيين”.
العرب