خطاب بوتين السنوي.. محاولة لتحسين صورته

خطاب بوتين السنوي.. محاولة لتحسين صورته

موسكو- وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يواجه استياء شعبيا أدى إلى تراجع شعبيته، الروس بتحسين ظروفهم المعيشية “بدءاً من هذا العام”، وذلك في خطابه السنوي أمام البرلمان.

وصرّح أمام مجلسي النواب والشيوخ “يجب عدم الانتظار بل تحسين الوضع اعتباراً من الآن. بدءاً من هذا العام يجب أن يشعر (الروس) بتحسّن” معلناً خصوصاً عن تدابير لدعم العائلات من أجل تشجيع الإنجاب.

وتحدث الرئيس الروسي الذي بلغت نسبة شعبيته مستواها الأدنى، خصوصاً عن السياسة الداخلية. وقال “الفقر يسحق الناس 19 مليون شخص يعيشون اليوم تحت خط الفقر. هذا كثير” مؤكداً أنه يمكن وضع “عقد اجتماعي” لدعم السكان المعوزين.

وأوضح “في غضون خمس سنوات، سيتمكن حوالى تسعة ملايين شخص من الاستفادة من مثل هذا الدعم”. وتابع بوتين “عدد أطفال أكبر، ضرائب أقلّ”، على خلفية انخفاض المداخيل الفعلية الذي يقوّض السكان منذ خمس سنوات وزيادة الضريبة على القيمة المضافة في الأول من يناير.

ويلقي بوتين خطابه السنوي أمام البرلمان المخصص تقليدياً إلى أولوياته الاقتصادية بالإضافة إلى التهديدات المحدقة بالبلاد التي يحكمها منذ عشرين عاماً. وهو الخطاب الأول منذ إعادة انتخابه في مارس 2018 لولاية رابعة تنتهي في العام 2024 ويُفترض أن تكون ولايته الأخيرة بحسب الدستور.

وقبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية، اتّسم خطابه الأخير أمام المجلسين بوعود برفع المستوى المعيشي وبتعداد استمرّ أكثر من ساعة، لقدرات الأسلحة الروسية الجديدة التي “لا تُهزم” على خلفية توترات متزايدة بشكل دائم مع الدول الغربية.

ومن النزاع السوري إلى تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا وصولاً إلى ضمّ شبه جزيرة القرم، جمع تكاثر الأزمات بين الشرق والغرب، الروس حول رئيسهم الذي أعيد انتخابه بنسبة 76,7% من الأصوات.

وفي الأشهر الأخيرة، رأى بوتين البالغ 66 عاماً شعبيته تتراجع على خلفية معارضة رفع سنّ التقاعد وزيادة في الأول من يناير الضريبة على القيمة المضافة ما تسبب برفع الأسعار في حين لا تزال مستويات مداخيل الروس منخفضة جداً.

وبحسب مركز “ليفادا” المستقلّ، بلغت نسبة شعبيته 64% في يناير وهي الأدنى منذ ضمّ القرم منذ خمس سنوات، مقابل 80% أثناء إعادة انتخابه منذ أقلّ من عام.

وبحسب استطلاعات أجراها المركز نفسه مؤخرا، يعتبر 55% من الروس الرئيس شخصياً “مسؤولاً” عن مشاكل البلاد ونسبة الروس المتشائمين بشأن الوضع في البلاد (45%) تجاوزت نسبة المتفائلين للمرة الأولى منذ نهاية العام 2013.

وفي هذا الإطار، يقول مدير مركز المعلومات السياسية المحلل اليكسي موخين إن “التركيز الرئيسي (في هذا الخطاب) سيكون على السياسة الداخلية والاقتصاد”.

ويرى مدير وكالة الاتصالات الاقتصادية والسياسية المحلل ديمتري أورلوف من جهته أن الخطاب السنوي يمكن أن يتناول خصوصاً “مصادر النمو، فعالية السلطة، الفساد، أوجه عدم المساواة”. ويشير إلى أنه يجب التحدث أيضاً عن “التهديدات الخارجية، قبل كل شيء الوضع مع معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى”.

وعلقت روسيا والولايات المتحدة – موسكو بعد واشنطن- مشاركتهما في معاهدة حظر الأسلحة النووية المتوسطة المدى متبادلتين التهم بانتهاك هذه المعاهدة الموقعة في 1987 لانهاء الحرب الباردة. وأعلنت بعد ذلك أنها تمنح نفسها عامين لتطوير صواريخ أرض جديدة.

وقد يتحدث الرئيس عن الوضع في فنزويلا حيث يتنازع على السلطة الرئيس نيكولاس مادورو والمعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد، والوضع في سوريا حيث استعاد الرئيس بشار الأسد السيطرة على معظم أراضي البلاد بفضل الدعم العسكري الروسي.

كما يمكن أن يُخصص جوهر الخطاب إلى “مواضيع إيجابية” مثل الفضاء، بحيث لا تزال المركبة “سويوز” الوحيدة التي تقوم برحلات مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية أو حتى تطوير التطوّع، بحسب ما نقلت قناة “دوجد” الروسية عن مصادر رفيعة المستوى.

وأكد مصدر قريب من إدارة حزب “روسيا موحدة” الحاكم أن “هذه المرة، يُفترض أن يتناول الخطاب ‘الناس’، وأن يتطرق إلى وسائل حلّ المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة حتى الآن وطرق التوصل لحلّ لهذه المشاكل”.

 

العرب