لم يكن يخطر على بال أحد قبل عامين في سوريا أن يقطع مسلمون شيعة آلاف الأميال من باكستان لكي ينضموا إلى القتال في صفوف حلفاء الرئيس بشار الأسد والدفاع عن المقدسات الشيعية.
وإن كان هذا السبب ظاهريا، فقد بات واضحا أن شبكات الحشد والتمويل التي تتزعمها إيران توسعت وتخطت حدود المنطقة التقليدية لتصل إلى ما وراء إيران.
وباكستان ليست الدولة الوحيدة التي خرج منها الشيعة للقتال في سوريا، بل قال مقاتلو المعارضة في السابق إنهم اصطدموا بمقاتلين شيعة جاؤوا من الهند لدعم الرئيس الأسد. كما ذهبت إيران إلى أفغانستان التي تعد أحد أهم المصادر لتصدير المقاتلين الشيعة أيضا إلى سوريا.
ولجأت إيران إلى الحشد الطائفي بعدما تكبد الأسد خسائر كبيرة مؤخرا، حيث خسر مدينتي إدلب وجسر الشغور لصالح فصائل المعارضة وبعدهما سقطت مدينة تدمر التاريخية في أيدي تنظيم داعش المتشدد.
وفي تسجيلات مصورة من هاتف جوال الأسبوع الماضي، ظهر مقاتلون باكستانيون شيعة، ينتمون إلى لواء “الزينبيون”، يحاربون إلى جانب النظام السوري في حلب، ويقومون باحتلال بيوت المدنيين وسرقتها.
وتصور تلك التسجيلات الحياة اليومية لمقاتلي اللواء، وهم يلعبون كرة الطائرة ويرقصون على أنغام الموسيقى المحلية الباكستانية، كما تظهر قيامهم بتدريبات عسكرية وإطلاقهم لقذائف المدفعية، يقولون إنهم يستهدفون بها المعارضة وداعش، ويتحدثون مع بعضهم باللغة الباشتونية -لغة يتحدث بها سكان غرب باكستان- كما يتحدثون أحياناً باللغة الأوردية وهي لغة رسمية في باكستان.
ويقول عناصر اللواء في التسجيل إنهم يقاتلون إلى جانب قوات النظام، ويطلقون شعارات مؤيدة للرئيس الأسد.
ولدى سؤال أحد أفراد اللواء في التسجيل: لماذا جئتم إلى سوريا؟ فتأتي الإجابة “لقد جئنا إلى سوريا من أجل حرب مقدسة ولو متنا ألف مرة سنواصل القتال وسننتصر على المعارضين وداعش والنصر لنا”.
ويظهر التسجيل قيام عناصر اللواء بسرقة محتويات أحد المنازل ووضعها في السيارة، فيسأل أحد أفراد المجموعة حينها “هل جئتم لسرقة الناس أم للدفاع عن فاطمة الزهراء”؟
ويرتبط لواء الزينبيون بالحرس الثوري الإيراني ويضم مقاتلين باكستانيين شيعة، فيما يضم “لواء الفاطميين” المرتبط كذلك بالحرس الثوري الإيراني مقاتلين أفغان، وقد قُتل قائد لواء الفاطميين “علي رضا توسلي” في درعا الشهر الجاري.
وتصور تلك التسجيلات الحياة اليومية لمقاتلي اللواء، وهم يلعبون كرة الطائرة ويرقصون على أنغام الموسيقى المحلية الباكستانية، كما تظهر قيامهم بتدريبات عسكرية وإطلاقهم لقذائف المدفعية، يقولون إنهم يستهدفون بها المعارضة وداعش، ويتحدثون مع بعضهم باللغة الباشتونية -لغة يتحدث بها سكان غرب باكستان- كما يتحدثون أحياناً باللغة الأوردية وهي لغة رسمية في باكستان.
ويقول عناصر اللواء في التسجيل إنهم يقاتلون إلى جانب قوات النظام، ويطلقون شعارات مؤيدة للرئيس الأسد.
ولدى سؤال أحد أفراد اللواء في التسجيل: لماذا جئتم إلى سوريا؟ فتأتي الإجابة “لقد جئنا إلى سوريا من أجل حرب مقدسة ولو متنا ألف مرة سنواصل القتال وسننتصر على المعارضين وداعش والنصر لنا”.
ويظهر التسجيل قيام عناصر اللواء بسرقة محتويات أحد المنازل ووضعها في السيارة، فيسأل أحد أفراد المجموعة حينها “هل جئتم لسرقة الناس أم للدفاع عن فاطمة الزهراء”؟
ويرتبط لواء الزينبيون بالحرس الثوري الإيراني ويضم مقاتلين باكستانيين شيعة، فيما يضم “لواء الفاطميين” المرتبط كذلك بالحرس الثوري الإيراني مقاتلين أفغان، وقد قُتل قائد لواء الفاطميين “علي رضا توسلي” في درعا الشهر الجاري.
وكانت الصحافة الإيرانية قد اعترفت في أبريل الماضي بمقتل نحو 200 مقاتل باكستاني وأفغاني، خلال مشاركتهم في القتال بسوريا إلى جانب قوات النظام.
وقال فيليب سميث، الباحث في مجلة فورين بوليسي الأميركية إنه “منذ عام 2013 أشارت تقارير متفرقة إلى وجود متطوعين من شيعة باكستان، ولم يتم تأكيدها إلا في خريف عام 2014، بعد جنازة ثلاثة باكستانيين شيعة في إيران. وفي العراق عقدت أول جنازة لشيعي من باكستان في يونيو 2014.”
وقال سميث إن قادة إيران العسكريين ينظرون إلى الأفغان والباكستانيين الشيعة على أنهم مجرد وقود للمدافع، وقد أرسلوا هؤلاء إلى ساحة المعركة، ودفعوا لهم أجورا بسيطة. ويشكل الشيعة ما بين 15 و20 بالمائة من مجموع سكان باكستان البالغ عددهم 190 مليونا، ويقطن معظمهم في شمال غرب البلاد وفي مدنها الرئيسية.
ويتركز الشيعة في المناطق الباكستانية الشمالية الملاصقة للصين مثل جلجت وهنزا وبلتستان واسكردو وغازارو وشيغر والتي تقطنها أغلبية شيعية “اثنا عشرية” وتندلع فيها بين حين وآخر أعمال عنف مسلحة بين الشيعة والسنة، ويخطط الشيعة لإنشاء كيان لهم في هذه المنطقة.
كما ينتشرون أيضا في منطقة جترال التي تقطنها الإسماعيلية الأغاخانية، وتقول الحكومة الباكستانية أن هناك مخططا مدعوما من قبل دول غربية ومن “إسرائيل” لإنشاء وطن مستقل للاغاخانية في منطقة جترال.وإلى جانب ذلك، تنتشر التجمعات السكنية الشيعية في منطقة ومدينة جنك بإقليم البنجاب ويقطنها شيعة وتندلع فيها أحداث عنف طائفي بين الشيعة والسنة بشكل شبه دائم.
وكذلك منطقة اتك بإقليم البنجاب وفيها حضور ملحوظ للشيعة الاثني عشرية وفي المنطقة تقاطع طرق رئيسي باسم الخميني.
وخلال الأعوام القليلة الماضية اشتدت حدة التوتر بين المتطرفين السنة والسكان الشيعة في باكستان، بعد أن قتل عدد من زعماء الطائفة الشيعية، وعقب قيام جماعات أصولية من المواطنين الشيعة باعتداءات على أفراد الجماعات الأصولية السنية.
وتتهم تنظيمات سنية الشيعة في باكستان بالتعاون مع إيران، التي تدعمهم بالمال والأسلحة حسب أقوالهم.
وكانت أجهزة أمنية باكستانية اتهمت إيران بالوقوف وراء اغتيال دبلوماسي سعودي في باكستان في عام 2011، في أعقاب إلقاء القبض على الضالع الرئيسي في هذه العملية وهو باكستاني شيعي يدعى ساباه محمد.
ويقول مراقبون إنه كما في العراق وسوريا واليمن ولبنان يحاول الإيرانيون كسب موطئ قدم في باكستان من خلال دعم تنظيمات شيعية موالية لها.
وكان للحرس الثوري الإيراني باع طويل في محاولات التوغل في باكستان وأفغانستان وحتى الهند التي قالت تقارير إنها تساهم بأعداد كبيرة من المقاتلين في سوريا وأن إيران كانت تقف وراء المظاهرات الحاشدة التي نظمها الشيعة في الهند للتنديد بتوسعات تنظيم داعش المتطرف في شمال العراق العام الماضي واقترابه حينها من مدينة سامراء التي تضم مرقد الإمامين العسكريين.
صحيفة العرب اللندنية