روسيا: المساعدات الأميركية لفنزويلا “ذريعة لتحرك عسكري”

روسيا: المساعدات الأميركية لفنزويلا “ذريعة لتحرك عسكري”

اتّهمت روسيا، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة باستخدام تسليم المساعدات إلى فنزويلا ذريعة لشن عمل عسكري ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، مشيرة إلى أن واشنطن تقوم بنقل قوات عسكرية خاصة وآليات إلى فنزويلا.

واتّهمت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، واشنطن بممارسة “استفزاز خطير”، وقالت إن جهود زعيم المعارضة الفنزويلي خوان غوايدو لاستلام مساعدات أميركية مكدّسة عند الحدود الكولومبية تشكل “ذرعية مناسبة لشن عملية عسكرية” ، بحسب “فرانس برس”.

وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تخطط لتسليم أسلحة وذخائر للمعارضة الفنزويلية عبر الدول المجاورة، من خلال استخدام شركة “أنطونوف” الأوكرانية كوسيلة للنقل جواً.

وقالت زاخاروفا “من المخطط إيصال الشحنات إلى فنزويلا خلال شهر مارس/ آذار خلال عدة دفعات عبر بلد مجاور، وباستخدام طائرات النقل التابعة لشركة شحن دولية أوكرانية”، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية.


أعلن البيت الأبيض، مساء أمس الخميس، أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس سيتوجه إلى كولومبيا الأسبوع المقبل، للتعبير عن “الدعم الثابت” لغوايدو


وتابعت: “للأسف، ليس من المستغرب أن يتم تتبع الأثر الأوكراني في هذه العمليات والخطط، خصوصاً مع مشاركة مؤسسة أنطونوف الحكومية في ذلك”.

وحذرت المتحدثة باسم الوزارة من أن تطور الأحداث في فنزويلا وصل إلى “نقطة حرجة، يدرك ذلك الجميع، حيث من المخطط في 23 شباط/ فبراير تنفيذ استفزاز خطير وواسع النطاق، من خلال عبور الحدود الفنزويلية بتحضير من قبل القيادة الأميركية مع ما يسمى بالقافلة الإنسانية”.

وتتزامن هذه الاتهامات الروسية مع إعلان البيت الأبيض، مساء أمس الخميس، أن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس سيتوجه إلى كولومبيا الأسبوع المقبل، للتعبير عن “الدعم الثابت” لغوايدو، في مواصلةٍ للضغوط الأميركية من أجل دفع مادورو للتخلي عن السلطة.

وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن بنس سيصل إلى كولومبيا في 25 فبراير/ شباط الحالي، وسيوجه تصريحات إلى مجموعة “ليما”، وهي مجموعة من دول أميركا اللاتينية، تركز على إيجاد حل لأزمة فنزويلا.

ووفق البيان، سيواصل بنس الإصرار، في تصريحاته للمجموعة، على أن “الوقت قد حان لكي يتنازل مادورو عن السلطة إلى غوايدو”، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً الشهر الماضي، وسيجتمع بالعائلات الفنزويلية التي فرت من البلاد.

وتضم مجموعة ليما دول بيرو، والأرجنتين، والبرازيل، والمكسيك، وبنما، وباراغواي، وسانتا لوسيا، وكندا، وكولومبيا، وهندوراس، وكوستاريكا وغواتيمالا، وتشيلي، وغويانا (الفرنسية).

وفي المقابل، اعتبر نائب الرئيس البرازيلي هاميلتون موراو، أمس الخميس، أن التهديدات الأميركية بالقيام بتدخل عسكري في فنزويلا “غير ناضجة”، وقال إنها “لن تكون منطقية”.

وأعرب موراو عن اعتقاده بـ”أنهم في عالم الخطابات وليس الأفعال”، في إشارة إلى التهديدات الأميركية بالتدخل العسكري. وتابع: “المسألة الفنزويلية يجب أن يحلها الفنزويليون”.

وجاءت تصريحات موراو بعد إعلان مادورو في وقت سابق إغلاق الحدود مع البرازيل “بشكل كامل ومطلق” حتى إشعار آخر. لكن موراو أشار إلى أن هذا “لا يشير إلى فعل عدواني”. وقال إن “ردة الفعل هذه هي ببساطة لمنع عملية إدخال المساعدات”، مضيفاً أن فنزويلا “لديها الحق بأن تفعل ما تشاء في جانبها من الحدود”.

ورفض أوتافيو ريغو باروس، المتحدث باسم الرئيس جايير بولسونارو، أيضاً، احتمال أن يؤدي قرار مادورو إلى “احتكاك” بين البلدين الجارين.

وجاء تحرك مادورو قبل يومين من الموعد النهائي الذي حدده زعيم المعارضة خوان غوايدو، من أجل إدخال المساعدات الإنسانية المخزنة في كولومبيا والبرازيل وجزيرة كوراساو إلى فنزويلا.

وكان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً بالوكالة، قد غادر كراكاس يوم الخميس متوجهاً إلى الحدود الكولومبية، ليحاول شخصياً إدخال المساعدات. لكن الجيش الموالي لمادورو يستمر في إغلاق جسر تينديتاس عند الحدود الكولومبية. وقال مادورو يوم الخميس أيضاً، إنه يفكر في “إغلاق تام للحدود مع كولومبيا”.

وحطت، أمس الخميس، طائرة تحمل مساعدات غذائية وطبية في جزيرة كوراساو في البحر الكاريبي، حيث ينتظر أن يتم شحنها مجدداً بحراً إلى فنزويلا.

وكان الجيش الفنزويلي قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي حالة “التأهب” على حدود البلاد، وعلق الرحلات الجوية والبحرية مع جزيرة كوراساو قبيل وصول شحنة المساعدات.

الوكالات