لم ينجح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أثناء اجتماعه بنظيره الأميركي باتريك شانهان بالبنتاغون، في إقناعه بتلبية المطالب التركية المتعلقة بالملف السوري، ولا بتلك المتعلقة بتسليم الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة 2016.
وقال أكار السبت، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول للأنباء، لمسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية إنه ينبغي ألا يكون هناك فراغ أثناء انسحاب القوات الأميركية من سوريا.
وصرح “الأميركيون وافقوا على منع التأخير في خارطة طريق منبج واستكمالها في أقرب وقت، وقالوا إنهم سيدرسون هذا الأمر”. وأضاف “طرحنا أيضا مسألة تسليم زعيم منظمة غولن وبقية أعضائها، وسنواصل متابعة هذه القضية عن كثب خلال الأيام المقبلة”.
وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية، السبت، أن اجتماعًا ثنائيّا وآخر على مستوى الوفود انعقد في مقر وزارة الدفاع الأميركية، بحضور رئيسي هيئتي الأركان في البلدين تناول التعاون الثنائي في المجال الدفاعي والعمليات الجارية ضد تنظيم داعش في سوريا ومخاوف تركيا إزاء الدعم الأميركي لتنظيم “ي.ب.ك/ ب.ي.د”.
وكان ترامب قد أعلن في ديسمبر الماضي سحب كل القوات الأميركية من سوريا، وقوامها 2000 فرد، بعدما قال إنهم هزموا تنظيم الدولة الإسلامية هناك. وأثار القرار المفاجئ غضب حلفاء ومشرعين أميركيين.
لكن ترامب عدّل قراره حيث وافق على إبقاء حوالي 200 جندي في شمال شرق سوريا، على أمل إقناع الأوروبيين المتحفظين، بالمشاركة في قوة مراقبة تضم نحو ألف جندي لحماية الحلفاء الأكراد لإقامة “منطقة آمنة” في شمال شرق سوريا.
وتتوقع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن إجلاء المزيد من المحاصرين في جيب تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا غداة خروج أكثر من ألفي شخص، غالبيتهم من عائلات الجهاديين، تزامنا مع تأكيد الأمم المتحدة الحاجة الماسة لمساعدات إنسانية لمخيمات النزوح شمالا.
وأجلت قوات سوريا الديمقراطية منذ الأربعاء نحو خمسة آلاف شخص من الباغوز بدير الزور شمال شرق سوريا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وصل 2500 منهم وفق الأمم المتحدة إلى مخيم الهول شمالا، الذي يشهد أوضاعا إنسانية مأساوية وفي حاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة.
وتقترب هذه القوات المؤلفة من فصائل كردية وعربية من حسم المعركة ضد التنظيم المحاصر في مساحة لا تتخطى نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز، تمهيدا لإعلان انتهاء “خلافة” أثارت الرعب طيلة سنوات.
قوات سوريا الديمقراطية تقترب من حسم المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية المحاصر في مساحة لا تتخطى نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز تمهيدا لإعلان انتهاء “الخلافة”
وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عدنان عفرين السبت “المعبر مفتوح من جهتنا ونأمل أن يأتي عدد أكبر من المدنيين” من جيب التنظيم، “لكن ذلك يتوقف على ما إذا كان مقاتلو داعش سيتركون مجالا للمدنيين حتى يخرجوا”.
وقدّر عفرين خروج “أكثر من ألفي شخص من نساء وأطفال ورجال” الجمعة من الباغوز، يُرجح أن غالبيتهم من عائلات الجهاديين، تم نقلهم إلى منطقة في وسط صحراء ريف دير الزور الشرقي، تمهيدا لإتمام عمليات الفرز ثم نقلهم إلى مخيم الهول شمالا أو مراكز اعتقال.
ولا تتوفّر لدى قوات سوريا الديمقراطية راهنا أي تقديرات لعدد مقاتلي التنظيم الذين يتحصن عدد كبير منهم في أنفاق وأقبية تحت الأرض داخل الباغوز.
ومن شأن استكمال إجلاء المحاصرين أن يحدد ساعة الصفر لقوات سوريا الديمقراطية من أجل حسم المعركة سواء عبر استسلام الجهاديين أو إطلاق الهجوم الأخير ضدهم.
وقال مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي الجمعة “ننتظر إجلاء آخر المدنيين لاتخاذ قرار الاقتحام”.
وأعلنت هذه القوات قبل أسبوع أنها باتت “تتحرك بحذر” بعد تضييق الخناق على مقاتلي التنظيم، لإفساح المجال أمام المدنيين بالخروج، بعدما فاق عددهم توقعاتها. واتهمت التنظيم باستخدامهم كدروع بشرية.
وبعد إنهاء عملية التفتيش والتدقيق في الهويات وجمع المعلومات الشخصية، يُنقل المدنيون لاسيما النساء والأطفال إلى مخيم الهول شمالا، الواقع على بعد ست ساعات عن الباغوز بينما يتم إيداع المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم المتشدد في مراكز تحقيق خاصة.
ويكتظ مخيم الهول، الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة (شمال شرق)، مع وصول المزيد من الأشخاص إليه. ويؤوي المخيم، الذي يضم قسما خاصا بعائلات الجهاديين، 40 ألف شخص وفق ما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة على تويتر ليل الجمعة.
العرب