برزت في الآونة الأخيرة توقعات مختلفة لاتجاهات سوق النفط العالمية، وأحدثها كان يوم الإثنين، إعلان مصرف “غولدمان ساكس” الأميركي، أن التوقعات متفائلة قليلاً على المدى القريب، إذ يتواصل شحّ المعروض بشكل كبير نتيجة تخفيضات إنتاج “منظمة الدول المصدّرة للبترول” (أوبك)، وبلدان أخرى في طليعتها روسيا.
وفي مذكرة بحثية، أوضح المصرف الأميركي أن فرص ارتفاع أسعار خام “برنت” الأوروبي القياسي، تتجاوز توقعات المدى القريب البالغة 67.5 دولاراً، وأن تداوله قد يتم بسهولة بين 70 و75 دولاراً.
محللو “غولدمان” أوردوا في مذكرتهم أن “السعودية تقول إن الأسواق ستستعيد توازنها قبل يونيو/ حزيران، ما يعني أنه لن تكون هناك حاجة لمزيد من تخفيضات الإمداد خلال النصف الثاني من عام 2019″، فيما من المرجّح أن تبقى أسعار الآجال الطويلة تحت ضغط من دون 60 دولاراً لخام “برنت”، و55 دولاراً لخام غرب تكساس الوسيط بسبب استراتيجية الخروج من تخفيضات الإنتاج.
تأتي توقعات “غولدمان” المتفائلة هذه، رغم انخفاض سعر برميل العقود الآجلة لخام “برنت” 0.2% عن آخر إغلاق له، بعدما ختم تعاملات الجمعة الماضي من دون تغيّر يُذكر، وذلك إثر ملامسته أعلى مستوى له منذ 16 نوفمبر/ تشرين الثاني عند 67.73 دولاراً، وفقاً لبيانات “رويترز”.
المصرف قال إنه رغم ذلك، فإن المراهنة على ارتفاع الأسعار ينبغي أن تأخذ في الحسبان دخول النصف الثاني من 2019، وتوقع تأثيراً من صادرات النفط الصخري الأميركي وتخفيفاً محتملاً لقيود “أوبك” الإنتاجية.
معلوم أن “أوبك” كانت قد اتفقت مع حلفاء، بينهم روسيا، في ديسمبر/ كانون الأول 2018، على خفض الإنتاج بقوة لمنع حدوث تخمة في المعروض هذا العام، ما دفع، تزامناً مع العقوبات الأميركية على صادرات إيران وفنزويلا، أسعار الخام الأسبوع الماضي إلى تسجيل أعلى مستويات عام 2019.
ولقيت سوق النفط بعض الدعم يوم الإثنين، بسبب التفاؤل من أن واشنطن وبكين قد أصبحتا قريبتين من تسوية نزاعات تجارية نالت من النمو الاقتصادي العالمي، فيما عزا متعاملون الانخفاض السعري إلى وفرة المعروض وسط تنامي الصادرات من الولايات المتحدة، بما يجبر المورّدين الآخرين، ولا سيما من الشرق الأوسط، على عرض تخفيضات على أسعار خاماتهم.
وبرز موقف للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعرب فيه عن قلقه بشأن أسعار النفط، داعياً “أوبك” إلى عدم رفعها. وكتب في تغريدة أن “أسعار النفط ترتفع أكثر مما ينبغي. أوبك، رجاء استرخوا وخذوا الأمور ببساطة. العالم لا يستطيع تحمل طفرة سعرية – الوضع هش!”.
في سياق متصل، قال مسؤولان تنفيذيان في قطاع النفط لـ”رويترز”، الإثنين، إن صادرات النفط الخام العراقية من موانئ الجنوب على الخليج بلغت حوالي 3.565 ملايين برميل يومياً منذ بداية فبراير/شباط الجاري، بعدما كانت صادرات موانئ البصرة تراجعت إلى 3.556 ملايين في يناير/كانون الثاني، وبعد أن سجلت مستوى قياسياً مرتفعاً عند 3.63 ملايين في ديسمبر/ كانون الأول 2018، علماً أن البلد يُنتج بأقل من طاقته البالغة خمسة ملايين برميل.
العربي الجديد