دبي – نسبت صحيفة إلى وزير الخارجية الإيراني المستقيل محمد جواد ظريف قوله خلال مقابلة نشرت، الثلاثاء، إن الصراع بين الأحزاب والفصائل في إيران له تأثير “السمّ القاتل” على السياسة الخارجية، وحثّ على تحييد الوزارة عن هذه الصراعات.
وذكرت وكالة أنباء فارس أن صحيفة الجمهورية الإسلامية أجرت المقابلة مع ظريف الأسبوع الماضي قبل الاستقالة.
وامتدت خلافات ظريف مع المتشددين المدعومين من المرشد والحرس الثوري إلى أهم الملفات التي حققت من خلالها إيران اختراقا لافتا، ونعني هنا، الملف النووي. وقال حليف لوزير الخارجية المستقيل، الثلاثاء، إن ضغوط المحافظين عليه بسبب الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية أجبرته على الاستقالة.
وقال الحليف لرويترز طالبا عدم نشر اسمه “كانت هناك اجتماعات مغلقة كل أسبوع، يمطره خلالها مسؤولون كبار بالأسئلة بشأن الاتفاق وما الذي سيحدث بعد ذلك وما إلى ذلك”.
وأضاف الحليف “هو ورئيسه روحاني كانا تحت ضغط هائل”.
وانتقدت فصائل مناهضة للغرب في إيران روحاني وظريف بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو الماضي وعاودت فرض عقوبات على اقتصاد إيران وقطاعها النفطي الذي يمثل شريان حياة للبلاد. وكانت هذه العقوبات رُفعت بموجب الاتفاق.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن أخذت علما باستقالة ظريف، مشيرا إلى أنه “في جميع الأحوال، هو وحسن روحاني مجرد واجهة لمافيا دينية فاسدة” تحكم إيران.
من جهته عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ارتياحه لاستقالة وزير الخارجية الإيراني.
وظريف الذي ظلّ يدافع عن الاتفاق النووي حتى بعد انسحاب واشنطن منه أصبح منذ مايو 2018 في مرمى سهام العديد من خصومه السياسيين.
وخلال المفاوضات التي سبقت التوصّل إلى اتّفاق فيينا، التقى ظريف مرارا نظيره الأميركي آنذاك جون كيري. وقد نسج بسبب هذه اللقاءات علاقات شخصيّة ووديّة مع وزير خارجية “الشيطان الأكبر”.
والأحد، ردّ ظريف على قرار مجموعة العمل المعنية بالإجراءات المالية (غافي) بإمهال إيران إلى غاية يونيو للامتثال للمعايير الدولية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، تحت طائلة فرض عقوبات عليها.
ولكنّ إقرار التدابير التشريعية التي التزمت بها الحكومة الإيرانية أمام مجموعة غافي (المكلّفة بتنسيق الجهود الدولية لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب)، موضوع خلافي في طهران ومحل اشتباك بين الحكومة والبرلمان من جهة، والأجهزة المكلفة بمراقبة النظام السياسي في البلاد والتي يهيمن عليها المحافظون المتشدّدون، من جهة ثانية.
العرب