أكبر خزان إماراتي يحرّر صادرات النفط من تهديدات إيران

أكبر خزان إماراتي يحرّر صادرات النفط من تهديدات إيران

أبوظبي – حرّر الإعلان الكوري الإماراتي عن إنشاء أكبر منشأة عالمية لتخزين النفط في إمارة الفجيرة المطلة على بحر العرب، حركة تصدير النفط في المنطقة من الابتزاز الذي دأبت إيران على ممارسته في مضيق هرمز بغاية تحقيق أهداف سياسية.

ويقول خبراء في مجال النفط إن بناء مشروع عالمي لتخزين النفط بسعة تبلغ 42 مليون برميل من النفط الخام سيقدم بديلا جديا يمكنه الحفاظ على تزويد الأسواق العالمية بالكميات الضرورية وتثبيت استقرارها في حال عمدت إيران في سياق سياسة التهويش إلى تهديد الملاحة الدولية في مضيق هرمز، وهذا ما يجعل هذا التهديد في المستقبل مجرد عبث سياسي، خاصة أن المنشأة الجديدة تحت الأرض، أي أنها مؤمّنة من التهديدات التي تطلقها إيران نحو المنطقة.

وسيربك هذا البديل إيران بالدرجة الأولى، إذ سيسهل على الولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغوط لتنفيذ العقوبات على صادراتها من النفط، وإن كان وجود هذا الخزان مرتبطا بخيارات استراتيجية للإمارات في التحوّل إلى قطب دولي في حركة تصدير النفط.

ويكشف الإعلان عن هذا المشروع العملاق وجها آخر لخيار دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، في تنويع البدائل الاقتصادية والتجارية، من خلال التوجه إلى القوى الاقتصادية الصاعدة في جنوب شرق آسيا، وبناء شراكات في مجالات ذات بعد استراتيجي، وهو ما عكسته الجولة الآسيوية لولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومن قبلها جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وستعزز المنشأة النفطية مكانة الإمارات كمورد موثوق للنفط الخام في العالم، خاصة أن كبريات الشركات العالمية في المجال ستتولى التخزين في المنشأة الجديدة مثل شركة أرامكو السعودية.

وقال موسى مراد مدير ميناء الفجيرة، إن المشروع الاستراتيجي سيعزز مكانة دولة الإمارات في الخارطة العالمية، وإن الميناء يتمتع بموقع جغرافي متميز في قلب خطوط النقل والتجارة العالمية ويعد أحد أهم المنافذ الاستراتيجية خارج مضيق هرمز، الأمر الذي جعله في موقع غاية في الأهمية من الناحية الاستراتيجية الملاحية.

وتقع الفجيرة في الساحل الشرقي للإمارات، وبها أحد ميناءين رئيسيين في المنطقة إلى جانب ميناء صحار العماني، وتعدّ نقطة مزدحمة لإعادة تزويد الناقلات بالوقود في رحلاتها الطويلة لنقل الخام من الخليج.

من جهته، أكد مدير عام هيئة المنطقة الحرة في الفجيرة، شريف حبيب العوضي، على أن المشروع الإماراتي الكوري الجديد لبناء أكبر منشأة في العالم لتخزين النفط الخام تحت الأرض سوف يعطي “فرصا لتحالفات” جديدة وسيشكل “نقلة كبيرة” في الأسواق العالمية​​​.

المشروع ينطوي على أبعاد استراتيجية كثيرة
أبعاد استراتيجية كثيرة
وينطوي المشروع على أبعاد استراتيجية كثيرة فهو أكبر منشأة لتخزين النفط تحت الأرض في العالم حيث تصل سعته إلى 42 مليون برميل.

كما أن موقعه في ميناء الفجيرة على بحر عمان يتجاوز مضيق هرمز الذي تهدّد إيران بإغلاقه أحيانا تحت وطأة عزلتها الدولية بسبب العقوبات الأميركية.

وينصّ الاتفاق مع شركة كورية على توسيع تصاميم وحجم المشروع، الذي تبلغ قيمته 1.2 مليار دولار، والذي بدأ العمل فيه العام الماضي وانتهت مرحلته الأولى التي شملت تشييد نفق الدخول.

وترتبط المنشأة بخط أنابيب طوله 360 كيلومترا افتتح عام 2012، يربط حقول النفط في أبوظبي بساحل الفجيرة بطاقة تبلغ 1.6 مليون برميل يوميا، وهو جزء من شبكة خطوط أنابيب الطاقة الإماراتية، التي يصل طولها إلى نحو 750 كيلومترا وتصل طاقتها الإجمالية إلى نحو 13 مليون برميل يوميا.

وتتضح أهمية منشأة التخزين وشبكة أنابيب الإمارات في نجاح شركة بترول أبوظبي “أدنوك”، الأسبوع الماضي، في جذب أول استثمار أجنبي استراتيجي في بنية تحتية نفطية في الشرق الأوسط.

ويعكس استثمار شركتي “بلاك روك” و”كي.كي.آر” الأميركيتين لـ4 مليارات دولار في شبكة أنابيب الإمارات، حجم الثقة العالمية بدور أبوظبي في تأمين إمدادات الطاقة العالمية وحماية الاقتصاد العالمي من الصدمات.

ولا تقف مشاريع أدنوك للتخزين الاستراتيجي عند الإمارات، حيث لديها مشاريع تخزين عملاقة في العديد من الدول الآسيوية. وقد وقعت في نوفمبر الماضي اتفاقا مع شركة الاحتياطيات الهندية لتخزين النفط في منشأة جديدة تحت الأرض في ولاية كارناتاكا الهندية.

العرب