انتشار أمني كثيف في العاصمة الجزائرية قبيل “جمعة الحسم”

انتشار أمني كثيف في العاصمة الجزائرية قبيل “جمعة الحسم”

الجزائر- يترقب الشارع الجزائري، الجمعة، موجة احتجاجات كبيرة، في ثالث أسبوع من الحراك الشعبي ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة.

وخرجت كل المواصلات العمومية عن الخدمة، في الجزائر، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف صباحا، وذلك تحسبا لمسيرة الجمعة التي يرى المراقبون أنها ستكون مليونية.

وتوقفت خدمة القطار، والمترو وكذلك الترام، في الوقت الذي بدأ المتظاهرون الوصول لقلب العاصمة، خوفا من غلق الطرقات الموصلة إلى مركزها ساحة (أول مايو).

وتستعد الجزائر، لمسيرات مليونية متوقعة، الجمعة حسب مطالب الشباب عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تواجدا أمنيا ملفتا، حيث تنتشر العشرات من شاحنات الشرطة الزرقاء، بمختلف شوارع العاصمة.

ويطالب الشباب الجزائري، بالحفاظ على سلمية الاحتجاج، خوفا من أي منعطف قد تأخذه المظاهرات المناهضة للولاية الخامسة لبوتفليقة، بعد أن تم إيداع ملفه لدى المجلس الدستوري، الأمر الذي يعتبره الشارع الغاضب، “تجاهلا لصرخاتهم التي تعلو منذ أسبوعين”.

وقال، إلياس فيلالي، رئيس جمعية ناس الخير، وهي أكبر جمعية شبابية بالجزائر، أن عددا من الشباب “الواعي خرجوا لشوارع العاصمة ليتقصوا أي حركة غريبة أو محاولات لزرع أي شيء قد يعكر مسار الاحتجاج السلمي”، وذلك عبر صفحته الرسمية على فيسبوك.

وانتشر صبيحة الجمعة، عدد من مقاطع الفيديو، لشباب في بث مباشر يحذرون من انتشار أكياس حجارة موضوعة بطريقة مرتبة على طول شارع “بلكور إلى أول مايو”، قلب العاصمة، “مؤكدين أنه يوجد تخطيط لجر المسيرات نحو العنف”.

وكان سبق تلك الدعوات إعلان مجموعة من الشخصيات في حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم استقالاتهم من الحزب ودعمهم للحراك الشعبي.

وجاءت تلك الاستقالات في بيان صدر الخميس، تضمن أسماء برلمانيين وأعضاء في اللجنة المركزية السابقة، أعلنوا استقالتهم الجماعية، مذكرين بمواقفهم السابقة المؤيدة للحراك الشعبي واحتجاجهم إزاء ما وصفوه بـ “العبث الذي بات يطبع تصرفات القيادة اللاشرعية التي اختطفت الحزب”.

ودعت المجموعة المستقيلة باقي أعضاء الحزب إلى مشاركتها في هذا الموقف وادراج أسمائهم ضمن هذه القائمة ونشرها للرأي العام.

وحسب شهود عيان بمختلف ولايات الجزائر، ينتشر رجال الأمن في الشوارع الرئيسية التي تشهد الاحتشاد، في الوقت الذي يحضر الشباب شعاراتهم التي سترفع للمطالبة برفض ملف بوتفليقة على مستوى المجلس الدستوري.

وكان الجزائريون المحتجون، قد تبرأوا من العنف الذي تلى مظاهرات الجمعة الماضي، مؤكدين أن “المجموعة المنحرفة التي دخلت في اشتباكات مع رجال الشرطة حتى ساعة متأخرة من الليل، بعد انتهاء المسيرات، هي مندسة وهدفها جذب الاحتجاجات السلمية نحو ميدان الدم “.

ومن المقرر أن تبدأ مسيرات بعد صلاة الجمعة، وفي الوقت الذي علت فيه بعض الأصوات مطالبة بتأدية الصلاة في الشوارع، قاد شباب عبر فيسبوك مبادرات مضادة لها، مشيرين إلى أن “الشارع فقط للتظاهر أما الصلاة فمكانها المساجد فقط”.

ويرى، اسماعيلي محند أحد المتظاهرين المناهضين للعهدة الخامسة، أن “اليوم يوم عظيم بالنسبة للجزائر، سوف يسجله التاريخ، حيث ستكون مسيرات اليوم أكبر و أعظم بكثير من كل تلك التي سبقتها، إنها المسيرة المفصلية التي ستقرر سقوط النظام الفاسد والمستبد في الجزائر”.

وخرج عشرات الآلاف من الجزائريين، الذي ضاقوا ذرعا بهيمنة قدامى المحاربين في حرب الاستقلال التي دارت بين عامي 1954 و1962 ضد فرنسا، إلى الشوارع ليطلبوا من الرئيس المعتل الصحة ألا يخوض الانتخابات المقررة في 18 نيسان. لكن بوتفليقة قدم أوراق ترشحه بالفعل.

وتشكل الاضطرابات أكبر تحد حتى الآن لبوتفليقة ودائرة المقربين منه والتي تتضمن أعضاء في الجيش والمخابرات وكبار رجال الأعمال.

العرب